حركت تصريحات المرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية، امانويل ماكرون، التي صنفت استعمار الجزائر على أنه جريمة ضد الانسانية، فئة الحركى والأقدام السوداء في فرنسا، حيث لجأت جمعية تمثل الأقدام السوداء والحركى وتسمى "نادي الجزائريين الوطني" إلى رفع دعوى قضائية ضد ماكرون بتهمة الإهانة . وقال تيري رولاندو، رئيس الجمعية، إنه رفع دعوى قضائية بمحكمة باربينيون جنوبفرنسا والتي اختيرت لرمزيتها بسبب تمركز الحركى والأقدام السوداء هناك، ضد المرشح للرئاسيات الفرنسية، بسبب تصريحاته التي وصف فيها الاستعمار الفرنسي للجزائر بالجريمة ضد الانسانية، واعتبرت هذه الفئة التي تتحرك كلما برزت مواقف لفرنسيين منتقدة الاستعمار على لسان تيري رولاندو الذي يمثل حوالي 10 آلاف حركي، أن "تصريحات ماكرون جرحت فرنسيي الجزائر والحركى وأنه تلقى آلاف الإيمايلات تؤكد وجود غضب حقيقي بشأنها". وصنف هؤلاء تصريحات ماكرون على أنها اتهام للحركى والأقدام السوداء على أنهم كانوا أدوات للجريمة في الجزائر، مضيفا نقلا عن مصادر إعلامية فرنسية أن التوبة لا يجب أن تكون في اتجاه واحد، أي أن الجزائر مطالبة ضمنيا بالاعتراف بفئة الحركى والأقدام السوداء الذين خانوا الوطن مقابل دعم المستعمر الفرنسي، وأن طريق الحقيقة لا بد أن يكون في الاتجاهين بسبب زعمه تصفية 100 ألف حركي. تحركات الأقدام السوداء والحركى ضد تصريحات إمانويل ماكرون، يمكن أن تذهب سدى بسبب وجود مانع قانوني يتمثل في كونها أطلقت خارج البلاد، غير أنها أثارت حفيظة وزيرة الشباب السابقة جانيت بوغراب التي كتبت ردا على ماكرون إنها ابنة حركي وتفتخر وأن ما حدث في الجزائر من جرائم استعمارية لم تكن فضائع متعمدة، وكتبت مطولا تستنكر تصريحات المرشح للرئاسيات وتمجد تاريخ فرنسا وتصنف تصريحات ماكرون على أنها خيانة لفرنسا وإرضاء للبعض. هذا ويبقى موقف الجزائر والجزائريين من الحركى واضح، حيث اكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن من لفظهم الشعب الجزائري لا مجال لهم للاستفادة من أي عفو، وذلك ردا على اطماع هذه الفئة في العودة إلى الجزائر، خاصة من اجل استعادة ممتلكاتها التي أممتها الدولة غداة الاستقلال.