استعرض الكاتب المسرحي مأمون حمداوي لدى نزوله مساء أول أمس ضيفا على فضاء ''صدى الأقلام'' للمسرح الوطني، نصه الجديد ''رحلة الغوث'' الذي سيكون حاضرا ضمن 19 عملا مسرحيا في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية''، حيث يعتبر هذا النص الذي سيحول قريبا إلى عمل مسرحي من طرف المسرح الجهوي لمدينة قالمة، حسب مؤلفه. ثالث أعماله بعد كل من مسرحية ''فالصو'' التي سبق أن نالت جائزة أحسن عمل متكامل بمهرجان المسرح الفكاهي المدية سنة ,2008 ومسرحية ''مسرى'' التي اختصر فيها أزمة الشرق الأوسط وشارك بها في تظاهرة ''القدس عاصمة الثقافة العربية''. ويتناول حمداوي في عمله الجديد حياة أحد مشاهير ''الصوفية'' الشيخ شعيب بن الحسين الأندلسي التلمساني الشهير ب''سيدي بومدين''، حيث رصد كل تفاصيل حياته وكيف استطاع هذا العالم الذي ولد ب''إشبيلية'' ونشأ أميا يرعى غنم إخوته الأكبر منه الذين استغلوا يتمه، أن يصل إلى أعلى درجات العلم والزهد ويتخرج على يديه العديد من العلماء بعد أن تحدى كل تلك العوائق وهاجر إلى مدينة ''فاس'' المغربية لطلب العلم بعدما أدرك أن ''الله لا يعبد إلا بالعلم''. ويتطرق الكاتب إلى المجالس التي لازمها ''سيدي بومدين''، وأشهر المشايخ الذين تتلمذ على يديهم على غرار ''خرازم'' الذي أخذ عنه الكثير، إلى أن استقر به المقام في مدينة بجاية التي قضى فيها فترة من حياته قبل أن ينتقل إلى تلمسان، وبالتحديد منطقة ''العباد'' التي لفظ فيها أنفاسه. وأكد ضيف ''صدى الأقلام'' أن مسرحية ''رحلة الغوث'' تهدف إلى التعريف بهذه الشخصية الفذة التي يجهل كثيرون حياتها رغم كونها شخصية كبيرة تعكس النموذج العالي ل''التصوف''، حسب تعبيره، مضيفا أن هذا العمل الذي استغرق ستة أشهر، كان بطلب من مدير المسرح الوطني من امحمد بن قطاف، معتبرا إياه من أصعب التكليفات التي وجهت إليه كونه يتطلب بحثا وتنقيبا كبيرين، ويحتاج إلى تصحيح للأخبار وخيال واسع لكاتبه من أجل تحويل هذه المادة التاريخية إلى مادة أدبية توزع على شخوص مسرحية. من جهة أخرى، أوضح مأمون حمداوي أنه لم يعتمد في كتابته على ''المروي'' أو ''المسموع''، وإنما جاءت أغلب مراجعه من ''المكتوب'' الموثق والموثوق فيه على غرار كتاب ''نفح الطيب'' للمقري و''تعريف الخلف في رجال السلف'' للحفناوي و''بغية الرواد'' ليحيى ابن خلدون، إضافة إلى مجلة ''الأصالة'' المخصصة لتظاهرة تلمسان، مشيرا إلى أن جميعها مراجع ومصادر مغاربية.