قدم، أول أمس، الكاتب المسرحي مأمون حمداوي في فضاء "صدى الأقلام" مسرحية اختار لها عنوانا مبدئيا " المسرى" يجري العمل على تحضيرها للمشاركة بها في المهرجان العربي للمسرح المحترف للسنة الجارية، والذي من المرتقب تكييف نشاطاته مع تظاهرة "القدس عاصمة الثقافة العربية" . تتمحور الفكرة العامة للمسرحية في الصراع على أرض "المسرى" التي تضم أفرادا يمثلون الديانات الثلاث، وهو ما يعتبره الكاتب إسقاطا على أزمة الشرق الأوسط وحربها ضد اليهود، الذين يجهضون كل محاولات السلام. وأضاف الكاتب - الذي نالت مسرحيته "فالصو" جائزة أحسن عمل متكامل بالمهرجان الفكاهي بولاية المدية - أنه يمكن القول إن مسرحية "المسرى" تتعرض لإشكالية المجتمع العربي في تبعيته رغم امتلاكه لقدرات اقتصادية، اجتماعية وثقافية مع العجز في توجيهها بشكل يخدمه ويدفعه للتقدم ليعطي بهذا التخاذل الفرصة لغيره للتقدم على أشلائه. وهو الأمر الذي أرجعه مأمون حمداوي في بنائه الدرامي لمسرحيته لبعض الوصوليين الذين يعملون باستماتة على تحقيق مصالحهم دون مراعاة للمصلحة العامة، لكن هذا الواقع لا يخلو من أفراد يعملون على تحقيق التقدم والرقي والسعي للكشف عن الانتهاكات الممارسة والتي من شأنها إلحاق الضرر في تراجع مجتمعه . تجدر الإشارة إلى أن كتابة هذه المسرحية جاءت طلبا من مدير المسرح الوطني محمد بن فطاف بتقديم نص مسرحي يعكس الواقع العربي الإسلامي وإصراره على الكتابة باللغة العربية الفصحى، سعيا منه في تقديم صورة حقيقية للأعمال المسرحية الجزائرية وتقييمها بشكل موضوعي في المهرجان العربي للمسرح المحترف، على اعتبار أن اللهجة الجزائرية تجد صعوبة في الوصول إلى أذهان المتتبعين العرب.