استقبل المسرح الوطني ضمن منتدى »صدى الأقلام« أول أمس، الدكتور حمداوي، مدير المركز الثقافي الاسلامي بالعاصمة، والذي قدم بالمناسبة نصّه المسرحي الجديد »مسرى« الذي سيجسد في مسرحية ينتجها المسرح الوطني للمشاركة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف وهو موقف تضامني مع فلسطين خاصة وأن القدس عاصمة الثقافة العربية لهذه السنة. بداية أشار منشط اللقاء بعد الرزاق بوكبة، إلى أن »صدى الأقلام« يحاول أن يتكيف مع مناسبة »القدس عاصمة الثقافة العربية« خاصة في المجال المسرحي، وبالتالي جادت استضافة الشاعر والمسرحي، الدكتورحمداوي، الذي قرأ مقاطع صغيرة من مسرحيته »مسرى« التي توحي بقضية فلسطين. من جهته، تحدث الدكتور حمداوي، عن هذا النص الجديد، حيث قال أن الفنان امحمد بن قطاف والأستاذ ابراهيم نوال كلفاه بكتابة نص يعكس الواقع العربي والاسلامي الراهن ونصا يواكب مناسبة »القدس عاصمة الثقافة العربية«، علما أن الأعمال التي ستعرض في المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي ستحتضنه الجزائر في الربيع المقبل ( ماي جوان) ستتمحور حول هذا الموضوع. المتحدث قبِل هذا التكليف بجزيل الشكر إذ أنه حسبما قال سيدفعه الى تحقيق ذاته من خلال الكتابة والقراءة، ويكتشف من خلالها قدراته وحدوده كمؤلف وقارئ وكمطلع على الأحداث. للإشارة فقد رفض الدكتور حمداوي الكشف عن مضمون »مسرى« بحجة ان الحديث عن هذا النص سابق لأوانه، كما أنه يعتقد أن النص المكتوب سيختلف عندما يكون ممثلا ومجسدا على الركح، كما يختلف في مضمونه عندما ينطبق في ذهن الجمهور، كما أنه آثر ان لايكسر متعة المشاهدة والاكتشاف وفضل ان يكون المتفرج أول من يقرأ النص ويتفجأ به ويتجاوب معه بالفضول والمتعة. نص »مسرى« بالفصحى الراقية لكنها بسيطة في معانيها وتوحي فكرة النص بقصة أبطالها الأسياد والأعيان يستغلون سذاجة سكان الحي الذين يصدقون الوعود ويطمئنون للكلام الحسن الذي يخفي وراءه الوحشية والغدر والاستغلال، فيحاول بعض أصحاب الضمير الحي كشف الحقائق كي لا يبقى السكان سذّّجا مبتزون. يحوي النص كل التناقضات كالصراع والانسجام وتناقض الأفكار، وغيرها وهو يعكس الصراع والتناقض الذي يعيشه المجتمع بداخله ومع الآخر كما يحاول الكاتب إقحام الجمهور في النص ليكون في موقف المعني وليس المتفرج فقط، وليقرأ ويحلل كل مشاهد النص وفق نتائجه. يضم النص عدة شخصايت من ديانات مختلفة المسلم والمسيحي واليهودي بعضهم يريد العيش بسلام والبعض يرفض هذا السلام كما هو الحال مع اليهودي الذي تخلى عن دينه وإنضم الى الصهيونية. فكرة النص تبلورت منذ شهر أوت الفارط، وبدأ المؤلف بجمع المادة التاريخية الأدبية وبدأ العمل منذ منتصف ديسمبر الماضي، في الأخير قرأ الدكتور حمداوي بعض المقاطع (المشاهد) القصيرة أحدها تقول: »إهدأ لا بأس عليها، لكن هل جلت وبحثت عنها في كل الحقل! إنها مسكينة هامت وحدها في كل مكان، ترى هل تعرضت لمحاولة إغراء وقد تجلب للأرض شريكا، لا يمكن أن ترهن أوتبيع أوتستثمر لأنه ليس هناك ضمان للأرض سوى الأرض«. للتذكير فإن »مسرى« هو ثاني نص للدكتور حمداوي بعد مسرحية »فالصو« التي تحصلت على جائزة أحسن عمل تكامل في مهرجان المسرح المحترف.