تعيش الجبهة الاجتماعية بولاية عنابة، منذ يومين، غليانا كبيرا على وقع احتجاجات بطالين أمام هيئات عمومية للمطالبة بمناصب عمل، كما التحق بركب المحتجين مئات العائلات التي تعاني أزمة سكن في ضوء إعلان والي عنابة عن قرب الإفراج عن عمليات توزيع الحصص السكنية المقدرة ب 1960 مسكنا اجتماعيا إيجاريا عبر البلديات، وقد سارعت المصالح الأمنية وقوات مكافحة الشغب إلى إعلان حالة الطوارئ لاحتواء موجة الغضب دون تسجيل أي مشادات أو مواجهات في مواقع الاحتجاجات المختلفة·فقد تدفق أول أمس، عشرات البطالين لمحاصرة مقر بلديتي سيدي عمار والحجار متسببن في غلقهما لحوالي ساعة من الزمن قبل استقبال ممثلين عنهم لطرح انشغالاتهم· وطالب الشباب المحتج بضرورة التعجيل في تطبيق القرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية في مجلس الوزراء حول ملف التشغيل بصفة خاصة ومنحهم عقود تشغيل في إطار جهاز الإدماج المهني، أو أي صيغة أخرى لتوظيفهم في المؤسسات العمومية؛ حيث أكد ممثلون عنهم، أن ''رئيس البلدية وعدهم على خلفية حركة احتجاجية سابقة، بالنظر في قضيتهم ومنحهم عقود عمل، إلا أن البلدية أخلفت وعدها''، حسب المحتجّين، الذين ينتمي أغلبهم إلى فئة عديمي الكفاءات، الذين خصهم جهاز الإدماج المهني الجديد بنصيب من عقود العمل التي تتلاءم مع إمكانياتهم· وشارك في الحركة الاحتجاجية شباب من مختلف أحياء البلديتين، مطالبين بالحصول على عقود تشغيل بناء على الوعود السابقة· وحسب المصادر ذاتها، فإن الشباب المحتجّين أوقفوا الحركة الاحتجاجية بناء على تطمينات من البلدية بأن ملفات طالبي الشغل منهم تم إرسالها إلى مديرية التشغيل، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج دراستها، فيما تمت شكيل لجنة محلية على مستوى كل مجلس بلدي تضم ممثلين عن البطالين لدراسة فرص العمل بالمؤسسات العمومية والاقتصادية المحلية· وسبق هذه الاحتجاجات محاولة انتحار جماعي لأربعة شبان من أعلى سطح مقر البلدية وأخرى هدد بها شاب من أعلى مقر المركز البريدي بعدما رش جسمه بالبنزين قبل إقناعه من طرف رجال الدرك الوطني بالعدول عن فعلته· وذكر منتخب من بلدية سيدي عمار أنه ''تم التحاور مع هؤلاء الشباب عدة مرات، لرفع انشغالاتهم إلى أعلى السلطات، وتم إقناعهم بضرورة التحلّي بضبط النفس لحل مشاكلهم، إلا أن أغلبية منهم جنحت إلى الاحتجاج''·إلى ذلك، اعتصمت أول أمس مئات العائلات المحتجة على أوضاعها السكنية أمام مقر دائرة عنابة للمطالبة بإدماجها في عملية توزيع حصة 1960 مسكنا اجتماعيا ورفع المتظاهرون لافتة كبيرة، مطالبين بحضور الوالي دون غيره، لتبليغه انشغال عائلات السكنات الهشة والمهددة بالانهيار ·