حذرت رابطة علماء وأئمة دول الساحل من تنامي الخطاب المتطرف بمنطقة الساحل وسط اتساع رقعة التنظيمات الإرهابية التي أصبحت تستغل مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد الشباب. واستعجلت الرابطة حكومات المنطقة لتنسيق جهودها في مكافحة الظاهرة. دعا المشاركون في أشغال الجمعية العادية الأولى لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول منطقة الساحل، أمس بالجزائر العاصمة إلى ضرورة التنسيق بين دول المنطقة من أجل العمل على اجتثاث ظاهرة التطرف الديني والتطرف العنيف من جذورها. وأكد الأمين العام للرابطة يوسف بلمهدي في كلمته خلال افتتاح الاجتماع على أهمية الدور الذي تقوم به الرابطة منذ تأسيسها، مبرزا أن الرابطة "هي وعاء للكثير من المفكرين والعلماء الساعين إلى الوقوف على الأسباب الحقيقية التي تغذى التطرف والانحراف العقائدي في المنطقة". وذكر بلمهدي أن "الهمجية والتطرف لا بد أن ينتهيا في المنطقة، وأن تُقبل شعوبنا على مرحلة تنوير العقول، من خلال القيم الإسلامية العالمية التي يزخر بها النص القرآني"، ورافع من أجل تبني لغة الحوار في معالجة الاختلافات بغية تجسيد السلم الاجتماعي، خاصة أن النص القرآني مليء بالتعاليم والقيم التي تؤسس لمجتمع سلمي يعيش فيه البشر على اختلافهم في أمن وسلام، داعيا إلى العمل على إبراز هذه القيم لتقديم الدين الإسلامي إلى العالم في صورته الحقيقية. وعن إستراتيجية الرابطة لإيصال رسالتها في الدول المضطربة أمنياً مثل ليبيا، أوضح بلمهدي أنهم يصدرون رسالة ناطقة باللغات الثلاث "العربية والفرنسية والإنجليزية" باعتبارها اللغات الموجودة في الساحل، كما توزع الرسالة على دول الساحل، وكذا التفاعل عبر وسائط التواصل الاجتماعي. غير أن أكثر عمل أتى بنتائج جيدة، كان عبر تسخير مجال آخر في تصحيح المفاهيم الدينية وهو إذاعة الساحل للقرآن الكريم التي تبث عبر الموجات القصيرة إلى دول الساحل ابتداء من موريتانيا إلى مالي وليبيا ونيجيريا وغيرها، وفيها برامج خاصة موجهة إلى دول الساحل كلها ضمن برنامج لشرح مفاهيم الدين السمح. وأضاف أن تحرك الرابطة من أجل التصدي لهذه الهجمة التكفيرية غير المسبوقة على شباب منطقة دول الساحل، هدفه تحصينهم ضد التطرف وضد الانخراط في صفوف التنظيمات الإرهابية، ومنها "داعش"، وأن التواصل مع الشباب يتم عن طريق الإعلام من أجل التوعية. والمراكز المتخصصة التي تفند الشبهات المتطرفة والتكفيرية، إضافة إلى المراجعات الفكرية. وتضمن برنامج عمل الجمعية العامة بحث حصيلة نشاطات الرابطة خلال سنة 2016 المنصرمة وانتخاب الرئيس الجديد للهيئة الإقليمية بالإضافة إلى ترسيم الأمين العام الحالي السيد يوسف بلمهدي حسب المنظمين.