قرر حزب جبهة التحرير الوطني، افتتاح الحملة الانتخابية، التي ستنطلق الأحد القادم، من ولاية خنشلة، لما تحمله هذه الولاية من رموز تاريخية وبالنظر إلى تضييع الحزب في 2012 أغلب مقاعد الولاية لصالح الأحرار، فيما ينتظر أن يشرف الأمين العام ولد عباس أيضا على تجمع شعبي بمنطقة القبائل، مما يعين أن الحزب العتيد يراهن هذه المرة على منطقتي القبائل والشاوية. كلف جمال ولد عباس، 13 عضوا من المكتب السياسي، بالإشراف على الولايات خلال الحملة الانتخابية، حيث سيكون أحمد بومهدي مكلفا بولايات منطقة القبائل (بومرداس، تيزي وزو، البويرة، وبجاية)، ومصطفى بوعلاق مكلفا بالإشراف على ولايات باتنة، تبسة، خنشلة، وأم البواقي، مما يعني أن أمين العام الحزب العتيد، يعول على حملة انتخابية "قوة" بالنظر إلى اختياره لمنطقة الأوراس لتدشين الحملة الانتخابية، ومن المنتظر أن يتبعها بمنطقة القبائل وذلك قبل موعد الذكرى المزدوجة للربيع الأمازيغي والربيع الأسود، المصادف لتاريخ ال20 أفريل من كل سنة، وذلك بغية تمرير مجموعة من الرسائل لهذه المنطقة المعروفة من جهة بمقاطعتها لأغلب المواعيد الانتخابية، ومن جهة أخرى المعروفة بتوجهاتها، حيث إن حزبي التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية يحتكران المشهد السياسي في المنطقة، مما يعني أن ولد عباس يعول على اختراق المنطقة وافتكاك بعض المقاعد في هذه الولايات. ولن تتوقف الحملة الانتخابية لحزب الرئيس عند هذا الحد، فقد سبق للأمين العام أن وجّه أربع تعليمات، دعا مسؤولي الحزب على كل المستويات، إلى ضرورة التحرك على مختلف الأصعدة لتنشيط الساحة السياسية، والحملة الانتخابية على الأخص، فضلا عن العمل الجواري الذي ألزمتهم به قيادة الحزب، حيث سيخرجون إلى الأحياء للتقرب من المواطنين عبر 48 ولاية. ولم يأت اختيار الحزب العتيد لولاية خنشلة كمحطة أولى للحملة الانتخابية اعتباطيا، حيث يعول الأفلان على استعادة المنطقة من القوائم الأحرار، الذين فازوا بأغلب المقاعد في الانتخابات التشريعية الماضية، ولم تتمكن من حصد أي مقعد من المقاعد الخمسة، بعدما كانت الأغلبية من نصيب أحزاب ضعيفة الانتشار لكنها وجدت ضالتها في ولاية خنشلة، حيث تحصلت ثلاث قوائم حرّة على ثلاثة مقاعد، فيما عاد المقعدان الآخران لحزب النور الجزائري. ولن تكون مهمة الأفلان سهلة في منطقتي القبائل والشاوية، الأولى التي تحتكرها تيارات حزبية معروفة بتجذرها في الولاية، أما الثانية فتحركها العروشية أكثر من شيء آخر، حيث يتم الانتخاب على ابن العرش والدوار أكثر منه على الحزب وبرنامجه السياسي، وذلك بالنظر إلى المشاكل اليومية التي يعاني منها أبناء المنطقة، نتيجة بصعوبة إيجاب سبل التنمية بالمنطقة. كما سيحاول جمال ولد عباس أن يغطي باقي الولايات، حيث دعا أمناء المحافظات إلى تحضير الإجراءات اللوجستية تحسبا لاستقباله في أكبر القاعات في كلّ ولاية، حيث كلف أيضا عبد القادر حجوج عضو المكتب السياسي بالإشراف على ولايتي البيّض والنعامة، ومختارية رقيق بالإشراف على ولايات غليزان، الشلف، عين الدفلى، وتسمسيلت، زالصادق بوقطاية على البليدة، والمدية، والجلفة وتيبارة، ورشيد عساس بالإشراف على ورقلةغرداية والأغواط.