مرشحون يتبركون بالمقابر والمساجد.. وآخرون يفضلون "الحومة" لكسب الرضا أثارت البداية المحتشمة لجل القائمات الانتخابية التي غابت عن اللوحات الإشهارية، استغراب المواطنين في عدة بلديات، حيث بدت جل اللوحات موحشة رغم بداية ساخنة لمختلف الأحزاب المشاركة في سباق الانتخابات التشريعية، إذ مازالت جل الأماكن المخصصة لتعليق القائمات شاغرة وهو ما يطرح أكثر من سؤال في ذهن الناخب... منتخبون يجهلون مرشحيهم وملصقات الأحزاب تسقط أمام الفيسبوك فيما تواصل الأحزاب السياسية والمترشحون الأحرار حملتهم الانتخابية تحت شعار "دار دار" و«ريف ريف" و«مدينة مدينة" للاقتراب أكثر من المواطن والتعريف ببرامجها ومحاولة كسب وده. كما لوحظ مع ثاني يوم من انطلاق الحملة بقاء المساحات الإعلانية المعدة للدعاية الانتخابية شاغرة تنتظر أصحابها لجل القائمات بما فيها التابعة لبعض الأحزاب الكبرى فباستثناء أحزاب الأفلان والتجمع الوطني الديمقراطي والاتحاد من أجل النهضة، العدالة والبناء التي سجلت حضورها على مستوى بعض اللوحات التي قامت باستغلال الخانات المخصصة ظلت بقية الأحزاب المعروفة لم تعلق بعد بياناتها الانتخابية، وقد شهدت القائمات المعلقة إقبالا محتشما من طرف المتساكنين للاطلاع عليها وإجراء مناقشات بشأنها. ومن شأن هذا الغياب أن ينعكس سلبا على الأحزاب السياسية خلال هذه الحملة الانتخابية، خاصة أن المواطن لم يتعرف بعد على المترشحين الذين يشاركون في هذه التشريعيات، ويعد هذا التأخر أيضا سببا في الانطلاقة الباردة للحملة الانتخابية التي تظهر جليا في عدم إلصاق القوائم وعدم بدء الإشهار للكثير من الأحزاب. ويعد غياب الملصقات الإشهارية دليل على تفضيل مترشحي الأحزاب السياسية النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي سعيا للظفر بمقعد في البرلمان القادم. لكن الغريب هو أن غياب المترشحين من الملصقات المخصصة لهم قوبل بنشر وتعليق صورهم على الحيطان وفي مداخل المقاهي وحتى العمارات، حيث فضل مرشح تاج بالعاصمة ويشر عبد الغني الذي غابت صوره عن بعض اللافتات إبراز صوره بتعليقها بعدد من البنايات، حيث تم تخصيص ملصقات عملاقة خاصة بالحزب، ونفس الأمر سجل بالنسبة للمترشح حسن عريبلي الذي تم تلصيق عدد من صوره على الجدران في حين لم يلتزم باللافتات رغم تشديد وزارة الداخلية على ضرورة احترام أماكن التلصيق خلال الحملة وكذا الأرقام، لاسيما أن عددا من المترشحسين اكسحوا فضاءات غير مخصصة لهم على مستوى اللوحات الشاغرة. مترشحون يختارون الخرجات الميدانية خوفا من شبح العزوف فضّل أغلب المترشحين بالعاصمة اتخاذ الأحياء الراقية والعتيقة كأولى محاطتهم الانتخابية، في حين اختار البعض الآخر بلدياتهم لأولى خطوات سباق التشريعيات على غرار ما قام به متصدر قائمة تاج بالعاصمة عبد الغني ويشر الذي فضل أن تكون انطلاقته الأولى من رحم أبناء "حومته" حتى يشحن بطاريات حملته المتبقية، لاسيما أنه يحوز على شعبية كبيرة وسط المواطنين على اعتبار أنه فاز بعهدتين انتخابيتين على مستوى المجلس البلدي، مما جعله مقربا كثيرا من المواطنين خاصة الشباب منهم، وهو الأمر الذي جعل الاستقبال الشعبي الذي قام به في أول يوم من الحملة ناجحا، لكن البعض الآخر اختار أزقة العاصمة والأحياء الراقية لتدشين الحملة الانتخابية، على غرار ما قام به مترشح الأفلان بالعاصمة سيد احمد فروخي الذي قام على مدار يومين بزيارات ميدانية مشيا على الأقدام على مستوى أحياء المدنية القصبة العتيقة، الرايس حميدو .. ونفس الحال بالنسبة لمتصدر قائمة التجمع الوطني الديمقراطي شيهاب صديق الذي اختار بلدية الرايس حميدو وبولوغين لإطلاق حملته الانتخابية، وجاب متصدر القائمة شهاب صديق، شوارع البلدية، كما كان لتحالف الإخوان خطوات شجاعة بالعاصمة التي ساروا فيها مشيا على الأقدام، حيث فضّل عبد الرزاق مقري ومعه عبد المجيد مناصرة الاحتكاك بالمواطنين بعيدا عن القاعات والتجمعات، فمشوا على الأقدام في شارع العربي بن مهيدي. ويبدو أن هذه الاستراتيجية الجديدة التي انتهجها أغلب المترشحين جاءت لتغطية شبح الهوة بين المواطنين وبينهم، حيث يتخوفون من أن تكون القاعات والتجمعات خاوية في أولى ظهور لهم، لاسيما أن مهرجانات الحملة لم تعد تستقطب المواطنين في القاعات سوى عدد قليل، ففضلوا الاحتكاك المباشر والقيام بخرجات ميدانية عوض تنظيم مهرجانات انتخابية داخل القاعات، في محاولة للتقرب من المواطنين وحثهم على التصويت يوم الاقتراع. كما لم تخلُ بداية هذه الحملة من تجاوزات سجلت مع أول يوم من ظهور المترشحين طفت للسطح، صور تعكس تجاوز قوانين الداخلية مع بداية الحملة، لاسيما ما تعلق باستغلال المساجد وأماكن العبادة، حيث دشنت بعض الأحزاب حملتها الانتخابية في المساجد والمقابر وأماكن تاريخية، على غرار ما قام به تحالف النهضة من أجل العدالة والبناء، وكذا مرشح الأفلان سيد أحمد فروخي وحتى عبد الرزاق مقري الذين كانت لهم أحاديث ولقاءات مع المواطنين لإقناعهم في محيط المساجد وحتى في المقابر.