الحملة الانتخابية في العاصمة مؤجلة إلى حين بعد ثلاثة أيام عن الانطلاق الرسمي للحملة الانتخابية لموعد العاشر ماي المقبل لا تزال الجزائر العاصمة خارج هذه الحالة، فلا ملصقات ولا صور المرشحين، ولا المهرجانات الشعبية الكبيرة ولا حتى الحديث عن هذا الاستحقاق بين مواطني المدينة الذين اعتادوا عدم الاكتراث بمثل هذه المواعيد السياسية. ظلت اللوحات الاشهارية التي نصبتها كل بلديات ولاية الجزائر العاصمة في جميع الزوايا من أجل وضع ملصقات وقوائم المرشحين للانتخابات التشريعية المقبلة بيضاء ناصعة بعد ثلاثة أيام من البدء الرسمي للحملة الانتخابية، وغابت تماما قوائم وصور مرشحي كافة الأحزاب عنها عدا البعض القليل جدا منها والتي سرعان ما مزقتها أو شوهتها أياد مجهولة لأسباب تبقى مجهولة أيضا. وبصورة عامة لا يتعدى عدد الأحزاب التي سارعت إلى إشهار قوائم مرشحيها الخمسة أو الستة فقط، منها حزب جبهة التحرير الوطني خاصة في الجهة الغربية للعاصمة مثل باب الوادي، و التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وتكتل الجزائر الخضراء الذي وضع صورة كبيرة لرأس قائمته الوزير عمار غول، فضلا عن ملصقات محتشمة وصور خالد بونجمة، و عبد الله جاب الله وعمارة بن يونس وقائمة جبهة القوى الاشتراكية، لكن سرعان ما طالتها أياد لتمزيقها أو الرسم فوق وجوه مرشحيها وهي عادة تتكرر في كل موعد انتخابي. وحتى الأحزاب التي بدأت باحتشام في الإشهار لمرشحيها لم تستغل سوى حوالي 20 بالمائة فقط من اللوحات الإشهارية المخصصة لهذا الغرض، وظلت أغلب اللوحات على حالها في صورة توحي بأن العاصمة غير معنية بأي حدث سياسي قريب. وفي الجانب الآخر لم تشهد عاصمة البلاد بعد أي تجمع شعبي أو مهرجان انتخابي لرؤساء وقادة الأحزاب، ولم يسجل أي نشاط حزبي بها يدخل في خانة الحملة الانتخابية عدا لقاءات جوارية قام بها خالد بونجمة رئيس الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية في اليوم الأول ببلدية براقي، وهي نفس الخطوة التي قام بها رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد رفقة متصدر قائمته بالعاصمة وزير التكوين المهني الأسبق محمد عباد وبنفس الحي أيضا. أما ما تعلق باهتمام المواطن العاصمي فعلى طول شوارع وأحياء بكاملها لا شيء يوحي بعد بأن الجزائر العاصمة في حملة انتخابية لانتخابات لم تعد تفصلنا عنها سوى ثلاثة أسابيع فقط، ولم يشذ مواطنو العاصمة عن القاعدة، حيث وكما هو معلوم فإن العاصميين لا يبدون اهتماما يذكر بالسياسة، ولا يولون أي اعتبار لما تقوله الأحزاب السياسية آو ما يقوم بها مرشحوها من نشطات. وما يفسر أيضا فتور الحملة الانتخابية في أيامها الأولى بالعاصمة كون كل الأحزاب أو اغلبها فضلت برمجة تجمعائها الانتخابية في العاصمة في الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية، وهو تقليد دأبت عليه الأحزاب في كل موعد انتخابي، فقد اتجهت كل القيادات في الأيام الأولى للحملة إما شرقا أو غربا أو جنوبا تاركة الجزائر العاصمة وضواحيها للختام، وهو ما يفسر ربما غياب وانعدام النشاطات السياسية في العاصمة في هذه الأيام الأولى، إضافة إلى صعوبة تحرك المرشحين بمفردهم في غياب القيادات والتحضير الجيد للمهرجانات. وفضلا عن هذا ذكر مصدر من اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات أن هذه الأخيرة تأخرت هي الأخرى في الانتهاء من ضبط برنامج توزيع القاعات على الأحزاب والقوائم المرشحة بالعاصمة خصوصا، وفي عدة ولايات ما دفع إلى تأخر بدء النشاطات الدعائية وإقامة التجمعات الجماهيرية، وبصورة عامة فإن العاصمة تعيش بعد ثلاثة أيام عن بدء الحملة الانتخابية في الزمن السابق لها فيما تظل اللوحات الاشهارية منتصبة بيضاء تنتظر ضيوفها. محمد عدنان