غيّرت الأحزاب السياسية من استراتيجيتها لاستمالة الجزائريين بسبب التخوف من ظاهرة العزوف عن الانتخاب، حيث اختار قادة الأحزاب الخروج إلى الشارع وتدشين الحملة من المقاهي والقبور فيما حافظت الأحزاب القديمة على اللقاءات الكلاسيكية وسط جو باهت. افتتحت غالبية الأحزاب السياسية والقوائم المشاركة في تشريعيات 4 ماي المقبل، حملتها الانتخابية، من الأحياء الشعبية والمعالم التاريخية واللقاءات الجوارية والأماكن العمومية، وركزت العديد من الأحزاب ومتصدري قوائمها على لقاءات جوارية والوصول إلى الناخبين في بيوتهم وأحيائهم، بدلا من القاعات التي صارت فاترة ولا توصل الرسائل بشكل فعال، عكس اللقاءات الجوارية التي تتميز بنقاشات مفتوحة مع المواطنين. وقررت الأحزاب السياسية تدشين حملتها الانتخابية باستغلال الرموز الثورية، حيث انطلقت قافلة الحملة الانتخابية للاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء بقيادة رؤساء الأحزاب الثلاثة من المدنية وبالتحديد من منزل اجتماع مجموعة 22 بالمدنية. وقد استقبلتهم عائلة المجاهد إلياس دريش، وألقى الرؤساء كلمات للحضور من المواطنين والمناضلين الذين حضروا الحدث. أما المحطة الثانية لانطلاقة الحملة الانتخابية للاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء كانت وقفة مرشحي الاتحاد أمام ساحة حرية الصحافة بشارع حسيبة بن بوعلي وإلقاء كلمات للمترشحين والمترشحات. من جهته، اختار تحالف حركة مجتمع السلم الشارع لتدشين حملته الانتخابية، انطلاقا من ساحة الأمير عبد القادر، أين ألقى رئيس الحركة عبد الرزاق مقري كلمته من أمام تمثال الأمير عبد القادر رفقة متصدر قائمة العاصمة عبد المجيد مناصرة، تلاها بزيارة إلى قبر الشيخ محفوظ نحناح لقراءة الفاتحة والترحم على روحه. فيما اختار قادة الأحزاب السياسية العاصمة لتنشيط لقاءاتهم وندواتهم الصحفية على غرار جبهة الجزائر الجديدة وعهد 54 وحزب الحرية والعدالة إلى جانب جبهة المستقبل وأحزاب أخرى. بالمقابل، حافظت الأحزاب الأخرى على اللقاءات التقليدية عبر التجمعات الشعبية في قاعات شبه خالية من المواطنين، حيث عقد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، تجمعا بولاية خنشلة، فيما اختار الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى ولاية الطارف، واختارت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، ولاية برج بوعريريج وأما عمار غول فاختار ولاية تيارت. وفضل متصدرو قوائم العاصمة النشاطات الجوارية ولقاء المواطنين في محاولة لإقناعهم بالنظر لعدد المقاعد التي تحويها العاصمة وسط تخوف كبير من عزوف المواطنين الذين طلقوا القاعات والتجمعات السياسية. وقبل ذلك لم تباشر الأحزاب السياسية في عرض صور مترشحيها عبر الملصقات في حين تعرض العديد من اللوحات إلى التكسير خلال الليل قبل حتى أن تبدأ الحملة. حملة ميتة في يومها الأول بقسنطينة بدت قسنطينة وكأنها غير معنية بالحملة الانتخابية التي انطلقت رسميا أمس، حيث سجل غياب لنشاط ممثلي الأحزاب المعنية بالتشريعيات وكذا المترشحين. وباستثناء عقد جمعية الإصلاح لاجتماع بمقرها بالقصبة مع الصحفيين لتقديم مترشحيها لم يسجل أي نشاط يذكر، كما خلت الأماكن واللوحات المخصصة للملصقات من صور المترشحين في مختلف بلديات الولاية. كما وضعت ملصقات قليلة بالأماكن المخصصة لمختلف التشكيلات الحزبية بوسط مدينة قسنطينة، أغلبها مزق من قبل أشخاص خاصة في الشوارع المعزولة المتواجدة بالمدينة القديمة.