كيف راودتك فكرة الترشح وأنت متواجد بديار الغربة عن الجالية بأوروبا من غير أمريكا؟ أنا ناشط منذ وقت في صفوف الجالية وأعرف احتياجات الجالية التي لم تبق تقليدية كغلاء تذاكر الطيران ونقل الجثامين، رغم مشروعيتها لم تبق مرتبطة بين المهاجر ووطنه الأم، بل تعدى إلى بلد الإقامة كجالية وما آلمني كثيرا هو أن الجاليات الأخرى لها تضامن وقوة سياسية واقتصادية وصوت في بلدان الإقامة إلا جاليتنا، أتكلم عن حالة بريطانيا مثلا لا يوجد مركز ثقافي واحد. مثل الجالية الصومالية التي ليس لديها دولة وحكومة ووطن يمزقه الحروب، استطاعت تنظيم نفسها وقدمت الكثير لأبناء الجالية.. حان الوقت لكي لا يذهب النائب الذي يمثل الجالية للبرلمان لتقديم سؤال شفوي، بل دوره يتعدى هذا بكثير ويتمثل في دوام كلي وليس جزئيا.. صحيح النائب له مهام تقليدية من مهام تشريع ورقابة ورفع انشغالات منتخبيه إلى السلطات المعنية، لكن يهتم بمشاكل المهاجر في بلد إقامته. هل هي أول مرة تترشح فيها؟ وهل وجدت صعوبات في الترشح؟ لأول مرة دخلنا كمترشحين أحرار لتمثيل الجميع وتمكنا من جمع التوقيعات، لأننا لا نؤمن بالحزبية في أوساط المهجر فحزبنا هو الجزائر.. لكن البيروقراطية وقفت في وجه رغباتنا مما اضطرنا للاستعانة بأحد الأحزاب التي لديها نفس الأفكار والطموح وهو حزب الشباب الذي نحييه بالمناسبة وأشكره على الثقة وقد دخلنا تحت مظلته لتجاوز عقبة ضرورة حضور الموقعين إلى مقر القنصليات. هل لديك تصور خاص عن مشاكل الجالية ستعمل على حلها؟ أم ستتبع برنامج حزب الشباب؟ لا، نحن لدينا برنامج خاص للجالية مبني على الواقعية ووفقا لدراسة ميدانية على مقاس المشاكل والتطلعات التي تعاني منها الجالية. فلذلك قسمنا البرنامج على أربعة محاور كبرى: أولا: إعادة بناء الثقة بين أفراد الجالية، الشفافية في المعاملات، الاستفادة من الكفاءات.. ثانيا: المحور الثقافي والاجتماعي: إنشاء مركز ثقافي جزائري تمويلا، تجسيدا واستغلالا.. التكفل بالأولاد الذين يعانون التفكك الأسري، حيث سجلنا حالات تخص أبناء الجالية الذين سلموا لعائلات غير مسلمة وهذا نتيجة قرارات قضائية عقب فض الآباء الرابطة الزوجية. دراسة حالة الجالية واستشراف مستقبلها مع تكوين نواة للوبي جزائري قوي يستطيع أن يدافع عن مصالح الجزائريين ويكون سندا قويا للبلد الأم، إحياء نشاطات الكشافة الإسلامية وتنظيم زيارات بين أبناء المهاجرين في الفضاء الأوروبي والاستفادة من الفرص التي تمنحها بلدان الإقامة في المجال الاجتماعي وسقل المهارات من خلال دورات التنمية البشرية. ثالثا: الإعلام والاتصال، إنشاء قناة تلفزيونية على الأنترنت، تطرح حلولا موضوعية للإشكاليات المختلفة وتكون منبرا علميا وثقافيا تعبر عن أصالة الجزائري، وتكون همزة وصل بين أفراد الجالية. رابعا: المحور الاقتصادي: جلب الدعم المادي للجمعيات الفاعلة في بلد الإقامة وإيجاد صيغ في برامج السكن لفائدة أبناء الجالية، توفير المعلومات للمغتربين للاستثمار في الجزائر والاستفادة من خبرتهم للنهوض بالاقتصاد الوطني خارج المحروقات. كيف ستمول هذه المشاريع؟ كنائب يشرف على تأسيس اتحاد أو رابطة للم شمل الجزائريين، ولعلمكم ففي بريطانيا فقط يوجد حوالي 50 ألف جزائري ولو كل واحد يقدم انخراط بجنيهين اثنين شهريا، سيكون المجموع مليون و200 ألف جنيه وهذا المبلغ سيمكن من تمويل كل تلك المشاريع، بما فيها نقل الجثامين وفتح مدارس وغيرها.. ماهي التعهدات التي تطرحها أمام المهاجرين خلال الحملة الانتخابية؟ وماذا ستقدمون للجالية في حال فوزكم بعضوية في البرلمان؟ نعلم أن جاليتنا في هذه المنطقة خصوصا هي من النخبة وأغلبيتها من الإطارات وحملة الشهادات الجامعية لكنها غير مستغلة، فكنائب سيكون لنا دور تمثيلي يستطيع أن يجمع الجالية حول مشروع نهضوي تقوده هذه الإطارات وتعمل على تطبيقه، والتجارب السابقة أثبتت أن الجزائريين فشلوا في توحيد صفوفهم واستغلال إمكانياتهم نظرا لأن النواب السابقين لم ينزلوا إلى الميدان والعمل على تأطير الجالية، بل اكتفوا برفع بعض الانشغالات في البرلمان وهذا لم يفد الجالية في شيء. لذلك فطرحنا يختلف عن الطرح التقليدي لعمل النائب، ونعمل على تطبيق نموذج البرلمان البريطاني الذي يعمل مباشرة مع منتخبيه ويساعدهم على حل مشاكلهم وتجسيد طموحاتهم. كيف ستستثمرون خبرتكم داخل قبة البرلمان؟ لقد كنت أستاذ رياضيات في الجزائر وبعد الهجرة درست إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بلندن، ثم دخلت عالم التكنولوجيا واستغلالها في الميدان التربوي والمؤسسات الصغيرة، أود كنائب أن انقل هذه الخبرة إلى بلدي من خلال تقديم النصح وجلب النماذج الناجحة وتطبيقها هنا في ميدان التعليم والمؤسسات الصغيرة حتى تساهم في التنمية الشاملة للبلاد، ونعلم أن عمل النائب شامل وليس جزئيا، لذلك نرى أنه بإمكان النائب أن يقدم الكثير لأبناء الجالية، لذلك في برنامجنا ركزنا كثيرا على ضرورة العمل الجواري للنائب مع الجالية.