يبدأ الرئيس الفرنسي المنتخب إمانويل ماكرون جولته الخارجية بزيارة العاصمة المغربية الرباط، تعبيراً عن عمق علاقات بلاده مع المغرب، بحسب ما أكده خلال حملته الانتخابية، وهو ما جعل بعض المراقبين يتوقعون ازدهار العلاقات الفرنسية العربية بشكل عام في عهد ماكرون. وفي هذا الشأن، قال وكيل لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري أحمد إمبابي إن "تصريحات ماكرون خلال حملته الانتخابية أوضحت رغبته في الوصول لحلول تجاه القضية السورية والقضاء على الإرهاب". وأضاف "نتمنى أن تترجم هذه التصريحات إلى أفعال على أرض الواقع، خاصة أن فرنسا لديها القدرة على تحقيق ذلك.. إن رغبت". وقال طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، في تصريح ل"إرم نيوز"، إن أطروحات ماكرون خلال حملته الانتخابية كانت "متوازنة إلى حد كبير"، متوقعاً أن "تشهد العلاقات العربية الفرنسية تطوراً وتعاوناً على كافة الأصعدة". وأوضح أستاذ العلوم السياسية، طارق فهمي، أنه من المبكر الحديث عن توجهات محددة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حيث لم يرد في برنامجه الانتخابي ما يشير إلى "سياسات محددة" تجاه الملفات الساخنة في الشرق الأوسط. وأيد ذلك مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، حسين هريدي، مؤكداً أنه يتعين انتظار نتائج الانتخابات التشريعية حتى تتبلور رؤية محددة لسياسات الدولة الفرنسية تجاه ملفات الشرق الأوسط. فيما توقع أستاذ العلوم السياسية، سعيد اللاوندي، أن تكون العلاقات الفرنسية العربية جيدة، وأن تكون سياسات "ماكرون"، امتدادا لسياسات سلفه فرانسوا هولاند، مشيرا إلى تصريحات منافسته "لوبان"، والتي اتهمته بأنه "امتداد لهولاند"، خلال حملتها الانتخابية. وأوضح هريدي، أن ماكرون يرى أن رحيل بشار الأسد بات أمراً حتمياً بعد الهجوم الكيماوي على "خان شيخون"، وذلك بالإضافة إلى ضرورة محاربة جميع التنظيمات الإرهابية، أما عن الشأن الفلسطيني فليس له توجه واضح حتى الآن، حيث لم تصدر عنه تصريحات تتحدث عن حقوق الشعب الفلسطيني أو حل الدولتين، أو أطروحات لحلول للقضية. بينما توقع فهمي، حدوث تجاذب وتباين في المواقف الفرنسية الأمريكية تجاه سوريا، خاصة في فكرة المناطق الآمنة، موضحا أن ماكرون يتعامل مع الحالة السورية ك"مصدر خطر" على أوروبا، وبالتالي طالب بحل للأزمة السورية. وأضاف، أن ماكرون سوف يضع الملف الليبي على رأس أولوياته بالتنسيق مع إيطاليا والاتحاد الأوروبي من جانب، ودول الجوار المتمثلة في مصر وتونس والجزائر من جانب آخر. وعن الشأن الفلسطيني، توقع فهمي أن يستمر ماكرون في مسار دعم القضية الفلسطينية، موضحا أن باريس كانت قد رتبت قمة جمعت فيها أطراف دولية عديدة لبحث القضية الفلسطينية فيما عرف ب"باريس1′′، وتستعد لعقد "باريس2′′نهاية العام الجاري. ومن جانبه أوضح اللاوندي، أن جهود ماكرون سوف تتركز تجاه الملف السوري في الوصول لحلول سياسية، بالإضافة إلى مشاركته في التحالف الدولي ضد الإرهاب. وأشار اللاوندي، إلى أن الرئيس الفرنسي الجديد يعتمد على سياسيات إصلاحية وفكريّة أكثر من الاعتماد على التدخلات الخارجية في شؤون دول الشرق الأوسط، منوهًا بأن الشرق الأوسط سيكون الأكثر مكسبًا من تولي ماكرون الرئاسة الفرنسية.