يرى كاتب الدولة الأسبق المكلفة بالجالية الجزائرية بالمهجر حليم بن عطا الله في هذا الحوار ل"الخبر"، أن انتخاب اميانويل ماكرون رئيسا لفرنسا لن يغير الكثير في سياسة فرنسا تجاه الجزائر. ما الذي سيتغير في السياسة الفرنسية مع انتخاب ماكرون، وكيف سيؤثر فوزه كرئيس على العلاقات الجزائرية الفرنسية؟
من حيث المبدأ، سلطة الجذب لوجه سياسي جديد على الساحة السياسية الفرنسية غير كاف بذاته لإحداث ثورة سياسية، إلا أن رحيل فرانسوا هولاند والتجديد السياسي يمكن أن يمحو الصورة الغامضة خلال عهدة الرئيس الاشتراكي حيال الجزائر. وأعتقد أن زيارة إيمانويل ماكرون جاءت بتوصية أو نصيحة من الرئيس هولاند، لعدم وجود أي دلالات في السابق تدفع إلى مثل هذه الزيارة في عز الحملة الانتخابية. فوز ماكرون بالدور الثاني للرئاسيات معناه أن مسار العلاقات الجزائرية الفرنسية سيعرف نوعا من الاستمرارية بنوع من التهدئة والتعاون والشراكة، ويبقى على عاتق الرئيس الفرنسي الجديد إمكانية الذهاب أبعد من ذلك في مجال العلاقات، وهو الذي يحظى بفكرة إيجابية مسبقة في بلادنا. كما أن انتخاب ماكرون يعني تقاطعا جديدا للمصالح، مع امتناع فرنسي عن أي تصريحات أو مواقف غير مرضية للطرف الجزائري، واحترام الخيارات الجزائرية التي تقدم من قبل السلطات الجزائرية، كما ستمنح فرنسا مؤشرات للشركاء الأوروبيين باحترام الاختيار السيد للشعب الجزائري في مسار الانتخابات المقبلة في الجزائر.
ما هي دلالات تصريحات ماكرون حول الذاكرة وتاريخ الاستعمار الفرنسي في الجزائر؟
تصريحات ماكرون بشأن الذاكرة إيجابية بلا شك، حيث إنه المرشح الوحيد للرئاسيات الفرنسية الذي تناول هذا الموضوع، وأخذ موقفا. وحسب اعتقادي، يبدو لي أن هنالك علاقات بين ماكرون والرئيس فرانسوا هولاند، ويريد ماكرون الاستمرار في سياسات هولاند بشأن علاقاته مع الجزائر لتكون استمرارية للسياسات المتخذة من قبل الرئيس هولاند بشأن الجزائر.
أعلن ماكرون دعمه لفكرة الدولتين، ألا يمكن أن يؤدي إلى استعداء قوى تنحو باتجاه دعم إسرائيل؟
يجب التريث والانتظار قليلا، لأن سياسة ماكرون ليست واضحة تماما، ولكنني أعتقد أن سياسات ماكرون لن تكون بعيدة عن التوجهات التي تبناها سلفه هولاند. وبخصوص الدور الفرنسي في حل النزاع، فإن سياسة فرنسا تجاه الشرق الأوسط مرتبطة بالاتحاد الأوروبي، وأوروبا ليس لها دور في منطقة الشرق الأوسط، ففكرة الدولتين مبدأ لا نقاش فيه. الفرنسيون نظموا مؤتمرا حول الشرق الأوسط ولكنه فشل، وكانت مبادرة من قبل هولاند تجاه الفلسطينيين، إلا أنه فشل، ويعني ذلك أن فرنسا فقدت دورها الذي كانت تتمتع به في السابق، فأيديها مربوطة بالسياسة الأوروبية، وبعد هذه المسألة يتضح أن الفاعل الرئيسي في القضية الفلسطينية هو الولاياتالمتحدة.