الضحيتان ينحدران من قسنطينة والعاصمة وتحقيق حول هوية الشاب المفقود أسفرت مواجهات عنيفة بين فوج من الحراڤة على متن قارب في عرض البحر بسواحل عنابة عن مقتل شخصين وبقاء شاب آخر في عداد المفقودين. وذكرت مصادر عليمة أن "المعركة بدأت بسبب خلاف حول المستحقات المالية للرحلة البحرية وانتهت بإقدام صاحب الزورق على إضرام النار في المحرك بشكل أدى إلى انقلابه". وأفاد مصدر مسؤول من الحماية المدنية في تصريح ل«البلاد" أمس أن فرقة الغطاسين التابعة للحماية تمكنت من انتشال جثة شابين. فيما لا تزال الأبحاث جارية على مستوى شاطئ عين بربر عن شخص ثالت بقي في عداد المفقودين. وفي هذا الصدد، أفادت مصادر مطلعة أن مصالح المجموعة الإقليمية لحرس السواحل مرفوقة بمصالح الحماية المدنية تدخلت مباشرة عقب تلقيها معلومات من طرف مراكب الصيد تفيد بتواجد مجموعة من الحراڤة في عرض البحر على بعد مسافة 2 كلم عن شاطئ عين بربر، يصارعون الموت بعد انقلاب القارب الذي أبحروا على متنه، حيث تم إنقاذ 12 شابا في ظروف صحية جد متدهورة، على خلفية المعركة العنيفة التي نشبت بين الحراڤة على ظهر القارب تم خلالها استعمال الأسلحة البيضاء مما أدى إلى إصابة عدد من الحراڤة بجروح متفاوتة الخطورة. ونجحت مصالح الإغاثة في انتشال جثتي شابين هما خربوش رفيق 30 سنة ينحدر من ولاية قسنطينة والآخر قجامي عبد الرحمان، 33 سنة قدم من باب الزوار بالجزائر العاصمة. وعن تفاصيل المأساة، ذكر مصدر "البلاد" أن "مصالح المجموعة الإقليمية لحرس السواحل تلقت في حدود الساعة الثامنة والنصف من صبيحة الخميس المنقضي مكالمة هاتفية من قبل أحد المواطنين القاطنين بمنطقة عين بربر التابعة إداريا لبلدية سيرايدي يبلغ عن غرق قارب لحراڤة من المرفأ البحري القديم بعين بربر، حيث تنقل حراس خفر السواحل مرفوقين بوحدات الدرك الوطني والحماية المدنية لمباشرة عمليات البحث". وتابع المصدر أنه "بعد إنقاذ 12 شخصا تم تكثيف البحث بتعزيز فرقة الغطاسين وتسخير مروحيات، بعد تسجيل 3 مفقودين في البداية ودامت رحلة البحث حوالي 8 ساعات ليتم العثور على الجثتين على بعد ميلين بحريين من شاطئ عين بربر وعلى عمق 15 مترا. وتابع المصدر أن "عمليات البحث متواصلة عن شاب ثالث لم تتبين هويته لا يزال في عداد المفقودين". ونقلت مصادر مطلعة أن "المواجهات بدأت بعدما نشب خلاف حول دفع مستحقات الرحلة ورفض منظمها مواصلة الابحار، حيث طلب أموال إضافية بعدما رصد حقيبة بها مبلغا معتبرا من العملة الأوروبية وأمام مقاومة عناصر الفوج أقدم على أشعال النار في القارب لينقلب فجأة". وشهدت مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن رشد منذ الساعات الأولى من صباح أمس الأول، حالة استنفار قصوى وسط الأطقم الطبية العاملة، حيث تجند عشرات الأطباء والممرضين في إسعاف الحراڤة، ناهيك عن الصعوبات التي وجدها الفريق الطبي في مواجهة وتهدئة أهالي الحراڤة الدين تدفقوا على مصلحة الاستعجالات وهم في حالة من الهستيريا.