أعرب مراد مدلسي، وزير الشؤون الخارجية، عن انشغال الجزائر الشديد بسبب الاضطرابات التي تشهدها دول الجوار، مستبعدا إصابة بلادنا بالعدوى. وقال مدلسي في حوار لصحيفة ''البايييس'' الإسبانية نشر أمس، إن ما يحدث على أبواب الجزائر يثير انشغال السلطات في البلاد.. ''نحن نشعر بالقلق إزاء ما يحدث على أبواب الجزائر.. هناك حالة عدم استقرار واضحة''، مظهرا بالمقابل ثقة الحكومة بعدم انتقال العدوى إليها. فيما أوضح أن تأثير الدومينو بالنسبة لموجة الاحتجاجات (انتقال الثورة المخملية من بلد إلى آخر) ابتدعته وسائل الإعلام ومنها الصحافة الجزائرية التي تتمتع بحرية واسعة، حسبه، مشيرا إلى أن الجزائر ليست تونس أو مصر. وذّكر مدلسي في رده على عدم قدرة المعارضة جمع أنصارها، وقال ''إنهم لم يتمكنوا في 12 فيفري الماضي إلا من جمع حوالي 500 شخص بعضهم من المارة''، وأكد مسؤول الدبلوماسية الجزائرية في حواره لصحيفة ''الباييس'' واسعة الانتشار في إسبانيا، أن الجزائريين لا يرغبون في إعادة إنتاج الماضي الذي تخللته أعمال عنف في تلميح إلى مسيرة العروش في جوان ,2001 عندما انحرفت المسيرة عن إطارها وخلّفت صدامات بين أنصار العروش وسكان العاصمة أدت إلى سقوط ضحايا، مذكرا بأن قرار منع التظاهر في ولاية الجزائر يعني أيضا أنصار الحكومة. وذكّر باقتراح الحكومة للأحزاب بما فيها تنسيقية التغيير بتنظيم تجمعات في القاعات المغلقة ومنها القاعة البيضاوية التي بإمكانها استقبال 10 آلاف شخص. ورد الوزير بطريقة مباشرة على سؤال بخصوص الانتقادات التي وجهت من قبل الإدارة الأمريكية حول طريقة التعامل مع المتظاهرين، قائلا ''إن هذه الضغوط قوبلت برفض واسع من قبل قطاعات واسعة في المجتمع الجزائري''. وتحدث مدلسي عن تسامح الشرطة مع المتظاهرين ''فهي لم تكن تحمل أسلحة أو غازا مسيلا للدموع. كما أن شبكة الانترنت تعمل بشكل طبيعي''. ورفض مدلسي تحديد موعد لرفع العمل بحالة الطوارئ رغم تأكيد الوزير الأول قبل أيام أن العمل بها سينتهي في أواخر الشهر الجاري، موضحا أن ذلك مرتبط بالقضاء على الإرهاب، جازما أن العمل بها لم يتسبب في ''تقييد الحريات المدنية'.