كشف أمس وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن الوضعية في منطقة الساحل خطيرة، مضيفا أن الوضع على خطورته لا يعني فتح الباب أمام قوى دولية للدخول والاستقرار في المنطقة. * وأوضح مدلسي لدى استضافته بالقناة الإذاعية الثالثة، أن بلدان المنطقة مطالبين بالتحرك عن طريق تنسيق جهودها بشكل وثيق، وليس الأجانب، مستبعدا جملة وتفصيلا أن تكون الجزائر هي أصل المشكل في المنطقة أو أي من دول الساحل، مشيرا إلى أن أصل الإرهاب يكمن في الصراعات بين القوى العظمى والتفاوت في المجال التنموي والفقر والتهميش والإقصاء الذي تعيشه شعوب المنطقة. * وأشار مدلسي، إلى أن الجزائر لا تقصد أن من ليس من الساحل لا دخل له في القضية، ولكنها تريد القول إن أبناء المنطقة الأولى تبحث الحلول المناسبة للمنطقة، مع الالتفات إلى المساعدات التي تأتي من الخارج، مضيفا أن الجزائر ترفض أن تأتي الدول الغربية للاستقرار في الساحل لتشرع في اقتراح بعض الحلول. * وبشأن النتائج المتوصل إليها في القمة العربية الاستثنائية الأخيرة التي عقدت بمدينة سرت الليبية، قال وزير الخارجية إن الاقتراحات التي تقدمت بها الجزائر لإصلاح هياكل الجامعة العربية تم الأخذ بها بحذافيرها، وأن لجنة الرؤساء التي تم تكليفها بالعمل على ذلك توصلت إلى نتائج ملموسة، مضيفا أن الإشكال الذي يعترض التنفيذ هو آليات تمويل الإصلاحات التي ستدرج، مشيرا إلى أن عدد التوصيات التي رفعت من القادة الخمسة بلغت 16 توصية، وبعد النقاش تبين أن الإصلاح المطلوب يتوافق مع الإجماع العربي وفق الإمكانات المادية للجامعة العربية، وشدّد مدلسي، أن الأولويات بالنسبة للجزائر، هي قضية تفعيل دور البرلمان العربي وتوسيع سيادته، فضلا عن إستراتيجية دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الذي سيكلف بملفات تحت إشراف رؤساء الحكومات العربية. * وكشف مدلسي أن الجزائر اقترحت أيضا تعديل طريق تنظيم القمم العربية، وجعلها تدار عن طريق "ترويكا" للرؤساء العرب، وهم الرئيس السابق والحالي للقمة والرئيس المقبل. * وبالنسبة لسياسة الجوار العربي مع جيرانهم، أوضح مدلسي أن الجزائر تحبذ مبدأ الشراكة العربية مع هذه المناطق الجغرافية أو التكتلات الجهوية، كما تفضل العلاقات الثنائية الجيدة، مشيرا إلى أن الجزائر مع فكرة إعطاء بعض الدول المجاورة وضع وسط بين الشراكة والعضوية في الجامعة العربية، وخاصة الدول التي تتوفر فيها شروط موضوعية معينة مثل اللغة العربية واستعمالها كلغة رسمية، مضيفا أن هذه الوضعية مثلا تنطبق على دول عديدة ومنها التشاد المرشحة لأن تكون العضو ال23 في الجامعة العربية، بعد تكليف الأمين العام للجامعة العربية ببحث الموضوع رسميا مع الرئيس التشادي الذي عبّر عن سعادته الكاملة بالموضوع خلال قمة سيرت الليبية. * وبخصوص القضية السودانية، عبّر مراد مدلسي عن انشغال الجزائر العميق بالقضية، وقال إن الجزائر والعديد من الدول الإفريقية ضد انقسام السودان إلى دولتين، مضيفا "إذا كان خيار السودانيون هو الانفصال فلا مفر من احترام خيارهم، حتى وإن كان هذا الخيار هو بداية النهاية لمبدأ سيادة الحدود الموروثة عن الاستعمار"، في إشارة إلى أن انفصام هذا العقد يهدد الكثير من الدول الإفريقية فضلا عن تهديده للأمن والاستقرار في المنطقة. * وبشأن ملف الصحراء الغربية، قال وزير الخارجية، إن موقف الجزائر واضح ولم يتغيّر ولن يتغيّر، وهو حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير واختيار ما يراه مناسبا له بكل حرية، مضيفا "أن هذا لا يعني أن علاقات الجزائر مع المغرب سيئة"، موضحا أنها علاقات طيبة لا تتأثر بملف الصحراء، مستبعدا لجوء الجزائر للرد على بعض التهم التي توجهها أطراف مغربية ضد الجزائر.