انتقدت الخارجية الأمريكية الطروحات التي تسوّق لانتقال عدوى الانتفاضات الشعبية التي تشهدها بعض الدول العربية إلى الجزائر، حيث دعت مروجي هذه المغالطات إلى توخي الحذر في إجراء تعميمات على المنطقة والأخذ بتجارب كل دولة، كما سجلت ارتياحها لإعلان الحكومة رفع حالة الطوارئ قبل نهاية الشهر الجاري. اعتبرت الولاياتالمتحدة أن قرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المتعلق برفع حالة الطوارئ وفتح وسائل الإعلام العمومية أمام جميع الأحزاب »مشجعا«، وعلقت واشنطن أول أمس على لسان مسؤول رفيع المستوى في كتابة الدولة الأمريكية على تصريحات وزير الخارجية مراد مدلسي التي أعلن فيها الثلاثاء الماضي عن رفع حالة الطوارئ قبل نهاية الشهر الجاري، وقال المسؤول »إن الولاياتالمتحدة تعتبر قرار الرئيس بوتفليقة مشجعا بالنسبة لها، وأنها تسجل بارتياح التصريحات الأخيرة لوزير الشؤون الخارجية مدلسي التي أكد فيها أن حالة الطوارئ التي تم إقرارها منذ سنة 1992 من المنتظر أن يتم رفعها خلال الأيام المقبلة«. وتطرق المسؤول الأمريكي في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الجزائرية إلى الوضع في المنطقة العربية والانتفاضات الشعبية المشتعلة في بعض الأقطار المجاورة، والتي شجّعت بعض الأطراف على تسويق أطروحات تدفع باتجاه ترشيح انتقال هذا الوضع إلى الجزائر، ولمّح المسؤول في كتابة الدول الأمريكية إلى عدم تأييد واشنطن لهذا الطرح من منطلق خصوصيات الوضع في كل دولة، حيث قال »إن الوضعية السائدة في كل بلد فريدة«، داعيا المروّجين لسيناريو انتقال عدوى »الثورة الشعبية« إلى الجزائر إلى توخي الحذر من ما وصفه بإجراء تعميمات على المنطقة وتجاهل تجارب كل دولة. وجدد المسؤول الدعوى التي وجهتها كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون، قبل أيام إلى القادة العرب للاستجابة إلى تطلعات الشعوب واعتبار المجتمع المدني شريكا وليس تهديدا لهذا الجهد، حيث قال »إن شعوب الشرق الأوسط كما هو الحال في أماكن أخرى تبحث عن فرصة من أجل المساهمة والحصول على دور في اتخاذ القرارات التي تحدد مصيرهم«. وتطرق في هذا السياق إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي شرعت فيها الجزائر خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا أن »الجزائر قد شهدت تحت قيادة الرئيس بوتفليقة عديد التطورات الايجابية«، مذكرا بأن »الانتخابات الرئاسية لسنة 2009 قد جرت عموما بطريقة سلمية ومنظمة«. وأضاف يقول »إننا نأمل في أن يواصل الشعب الجزائري في المشاركة في جهود المصالحة الوطنية التي بادر بها الرئيس بوتفليقة«. وفي رده على سؤال حول وضعية العلاقات بين الجزائروالولاياتالمتحدة، قال ذات المتحدث أنها »كانت على الدوام مبنية على المصالح والاحترام المتبادلين«، مؤكدا أنها تعززت وعرفت في السنوات الأخيرة تطورا في العديد من المجالات، وشدد المسؤول في كتابة الدولة الأمريكية على أن الجزائر »شريك أساسي في منطقة شمال إفريقيا والساحل وممون هام للطاقة وسوق معتبرة بالنسبة لمنتوجاتنا وخدماتنا، مما يشجع الاهتمام الأمريكي الشديد والمتزايد« بالجزائر.وأوضح ذات المتحدث قائلا »إن التوسع الذي تعرفه العلاقات الاقتصادية بين بلدينا وجهود الجزائر الرامية إلى تنويع اقتصادها لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية والوطنية خارج قطاع الطاقة يشجعنا«.