كشف تقرير لصحيفة ''نيويورك تايمز'' صدر أمس، أنه على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح عددا من الدول العربية، بدأ القادة السعوديون يشعرون بالعزلة والقلق من فقدان دعم الولاياتالمتحدة في ظل انتشار الانتفاضات الشعبية المطالبة بالديمقراطية في العالم العربي. وقالت الصحيفة إن السعودية أقل عرضة للتحركات الديمقراطية مقارنة مع الدول الأخرى في المنقطة بسبب ثروتها النفطية وقوة المؤسسة الدينية فيها وشعبية الملك. غير أن سقوط الرئيس المصري حسني مبارك، الحليف المقرب من السعودية، هز القادة السعوديون، الذين يراقبون بقلق التطورات في البحرين واليمن الجارتين، بالإضافة إلى قلقهم من تنامي قوة إيران بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق. كما أن غياب الملك عبد الله البالغ من العمر 87 عاما عن المملكة للعلاج زاد من شعور عدم الأمان. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي قوله إن ''السعوديين محاطون بالمشكلة تماما من الأردن إلى العراق والبحرين واليمن''. وأشارت إلى أن السعودية تنظر إلى كلّ تغيير في المنطقة على أنه نصر لإيران وسوريا وحزب الله، وهي قلقة من عدم مشاركة إدارة الرئيس باراك أوباما لهذا الرأي ودعمها لتحركات لا تعرف نتائجها، وزاد القلق في السعودية بعد سقوط مبارك، حيث قال مسؤولون سعوديون إنه كان يجب أن يخرج من السلطة بطريقة تحفظ فيها كرامته أكثر. وقال المسؤولون إن الملك عبد الله تحدث مرتين على الأقل مع أوباما قبل سقوط مبارك وانتهى الحوار بينهما بخلافات شديدة. وفي السياق ذاته، وقالت الصحيفة إن السعودية قلقة من امتداد التحركات الاحتجاجية في البحرين إلى المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية في المملكة، وقال دبلوماسي سعودي ''قد تمنح انتفاضة البحرين المزيد من الشجاعة للشيعة في المنطقة الشرقية ليحتجوا، وقد يتصاعد ذلك في بقية البلاد''. غير أن محللين يستبعدون حصول انتفاضة في السعودية على الرغم من تحكم مجموعة واحدة بالسلطة والفساد ووجود عدد كبير من الشبان المتعلمين الذين لا يحصلون على عمل جيد، ولكل المملكة غنية بالنفط والشعب مقاوم للتغيير ثقافيا.