"عصابات" الباركينغ والشواطئ أرقت المصطافين في الماضي ولاية بومرداس الجامعة بين التاريخ والأصالة والجمال تعتبر قطبا سياحيا بامتياز نظرا لما تزخر به من مقومات عديدة لا تعد ولا تحصى، ناهيك عن جمال مناطقها الساحرة التي تستقطب عشرات الآلاف يوميا مع دخول موسم الاصطياف للتمعن في ما لا عين رأت والتمتع في خيرات الجزائر التي ليس لها مثيل، إلا أن الولاية مرت في السنوات الأخيرة بمرحلة ساد فيها الإهمال المطلق واللامبالاة الأمر الذي تسبب في تخلف الولاية سياحيا وفقدانها لهيبتها التي سادتها في وقت مضى، إلا أنه منذ بداية السنة الجارية لوحظ حراك تنموي في قطاع السياحة قد يكون فأل خير على القطاع بالولاية.
موسم الاصطياف قادر على جلب مداخيل هامة للولاية
تزخر بومرداس بشريط ساحلي يمتد على 100 كلم ويمتاز بتنوع شواطئه بين الصخري والرملي بل وتجتمع فيه في أقصى شرق الولاية حتى المناطق الحموية لتولد أبهى صورة لالتحام الغاب والبحر. وهي مناطق قلما نجدها في الجزائر إلا في ولايات قليلة مما قد يساعد في تحويل هذه الجنة إلى ثروة محلية تساعد في إنعاش عجلة التنمية التي تعاني من ظاهرة ما يسمى بالتقشف وذلك عن طريق إحداث ثورة سياحية وفتح المجال أمام المستثمرين الخواص لتجسيد مشاريعهم في مناطق التوسع السياحي لجذب أكبر عدد من السياح في موسم الاصطياف. وعلى غرار السنوات الماضية التي عرفت فيها موسما تحت الصفر تعرف الولاية هذه السنة تغيرا ملحوظا في هذا المجال ويتجلى ذلك من خلال فتح شواطئ جديدة ضعف التي كانت مفتوحة أمام المصطافين في وقت سابق. وأصدر والي الولاية أمرا بإنشاء مراكز تخييم موزعة عبر الشريط الساحلي الذي قد يفوق عددها ال 20 مركزا بشرط أن تكون وفقا للمعايير المعمول بها. وهي الخطوة التي من شأنها جلب أكبر عدد من العائلات مباشرة بعد انقضاء الشهر الفضيل.
توفير المرافق الضرورة من شأنه جلب أكبر عدد من المصطافين
نقص المرافق والوسائل الضرورية مشكلة تعاني منها ولاية بومرداس منذ وقت ليس بالقريب مما تسبب في توجه آلاف العائلات إلى ولايات ساحلية أخرى لقضاء العطلة الصيفية بدل القدوم إلى بومرداس. فالمقبل على شواطئ بومرداس لم يجد في السابق مطاعم أو مرشات أو مراكز ترفيه للعائلات ولا حتى مراحيض عمومية، والأدهى من ذلك هو انعدام وسائل النقل مباشرة مع غروب الشمس مما يصعب على رواد السباحة بلوغ مقصدهم ما يستوجب إجبار الناقلين الخواص على العمل إلى أوقات متأخرة من الليل خاصة أن المصالح الولائية قامت بتهيئة كل شواطئ الولاية من الخزينة الولائية بإعادة الإنارة العمومية بتقنية "اللاد". كما أعيدت تهيئة بعض الطرقات والمداخل الخاصة بالشواطئ الجديدة في الوقت الذي أجبرت كل البلديات الساحلية على توفير مراحيض عمومية موحدة قبل انقضاء الشهر الفضيل لتدخل حيز الخدمة بعده مباشرة.
"مادينات" تراهن على توفير النظافة الضرورية لموسم الاصطياف
مؤسسة "مادينات" التي أنشئت قبل أسابيع قليلة والتي تهتم بنظافة المدينة وجمالها، تعرف نظام عمل المعروف لدى الدول المتقدمة مع حصول عامل النظافة على الامتيازات والظروف الملائمة للعمل. ففي الوقت الذي كان يشاهد عامل النظافة جالسا تحت الأشجار بعد عمله لساعة واحدة أو اثنتين تغير نطام العمل ليوم كامل بعد تعيين مسؤولين عن كل ناحية مكلفين بمراقبة العمال وتحضير حصيلة عن العمل تقدم في الاجتماعات التي تنظم بدية كل يوم في الوقت الذي ستدخل فيه شاحنات القمامة تكنولوجيا "جي بي أس" لمراقبة عملها بصفة دورية. هذا وعرفت بومرداس فوضى نظافة في السنة الماضية وضعتها في صورة سوداء يشمئز كل عابر منها، تسببت في نفور العائلات بل وصل الأمر إلى درجة رحيل العائلات القاطنة بها.
مناطق التوسع السياحي قادرة على تحسن القطاع في الولاية
مناطق التوسع السياحي التي تعتبر هي الأخرى مكسبا من شأنه استقطاب مستثمرين من داخل وخارج الولاية لتشييد مركبات سياحية تساهم في الاقتصاد الوطني خاصة مع شساعة هذه المناطق، إلا أن بعضها يعاني غزوا للبيوت القصديرية الناتج عن تهاون جهات عديدة سمحت بوصول الحال إلى ما هو عليه خاصة في عهد الوالية السابقة يمينة زرهوني التي تسببت في تسيب أملاك الدولة وعدم التعامل بصرامة تمنع اكتساح مساحات خاصة حين يتعلق الأمر بالجانب الشرقي للولاية وبالخصوص منطقة تاقدمت التي بالرغم من كونها واحدة من أجمل مناطق بومرداس إلا أنها أكبر ضحية للقصدير الذي شيده أناس جاؤوا من خارج تراب الولاية وهم اليوم يطالبون بسكنات اجتماعية.
مشاريع قيد الإنجاز وعقود امتياز من شأنها إعطاء إضافة للقطاع السياحي في بومرداس
يعرف الشريط الساحلي في بومرداس تقدم الأشغال ببعض المشاريع خاصة حين يتعلق الأمر بالفنادق والمركبات السياحية التي تفتقر منها الولاية في الوقت الذي سيساهم برنامج الوالي للقضاء على الشاليهات والذي تبنته الحكومة مؤخرا في منح عقود امتياز ل 99 سنة خاصة أن عدة مواقع تحتضن البيوت الجاهزة واقعة على سواحل وشواطئ الولاية. كما أن المناطق ذاتها تم تصنيفها في مناطق التوسع السياحي لمنع ترخيص أي استثمار من شأنه أن يؤثر سلبا على قطاع السياحة.
لا يجوز الحديث عن الاصطياف أو عن السياحة في بومرداس دون الحديث عن غابة زموري التي تعتبر واحدة من أكبر كنوز الولاية والتي تحج إليها مئات العائلات يوميا، إلا أن الإهمال الذي تعرفه لدرجة إقدام أحد الخواص السنة الماضية على قطع اشجارها لتشييد بنايات فيها، لولا تحرك سكان الولاية قد ينعكس سلبا على مكانتها لتبقى الغابة تفتقر لأدنى الشروط من إنارة عمومية وتغطية أمنية ليلية تسمح ببقاء العائلات فيها بكل أريحية. وبالرغم من إدراك المواطن الحالة الراهنة للواقع المالي إلا أن ذلك قد لا يكون عائقا أمام تهيئتها ولو كان ذلك بالشيء القليل خاصة أنها ستحتضن هذا الموسم أكبر تخييم وطني للكشافة الإسلامية الجزائرية يفوق عدد مشاركيه ال 1500 كشاف وهو دليل على أن للغابة مقومات قد يستحيل إيجادها في مناطق أخرى.
الوافدون على الواجهة البحرية هذه الأيام يلاحظون الأشغال الجارية على قدم وساق لإعادة تهيئتها بصفة كلية وإجبار أصحاب المحلات على وضع واجهات زجاجية موحدة في الوقت الذي سيتم فيه قطع الطريق أمام السيارات وتغيير زفت الطريق بالحجارة التقليدية مع غرس أشجار النخيل على طول الواجهة التي عرفت هي الأخرى صيانة الإنارة العمومية بتقنية "اللاد"، وأجبر الباعة المتنقلون للشاي والمكسرات على استعمال عربات موحدة. كما ستعرف المنطقة تثبيت شاشة ضخمة للعروض المختلفة الموجهة للعائلات المقبلة على عاصمة الولاية. هذا ويتم الحديث عن اعتماد قطار بالعجلات المطاطية يجوب شوارع المدينة وهي الخطوة التي قد تساهم في إعطاء انطباع جديد في بومرداس وهو القطار الذي لم يشهده الجزائريون إلا في إحدى الولايات الغربية للوطن أو في دول الجوار لتكون المؤشرات السابقة الذكر فاعلة خلال الموسم الذي يدق الأبواب أملا في إحداث نقلة نوعية للاصطياف في الولاية.
والي بومرداس يعد بتوفير الخدمة المثلى للمواطن وضمان موسم اصطياف ليس كسابقيه
الوالي الذي عرف منذ قدومه إلى بومرداس بأنه يحب الانفراد بأفكاره ومشاريعه يعطي وعدا لسكان الولاية بصفة خاصة وباقي الولايات بصفة عامة بأن موسم الاصطياف في بومرداس لن يكون كسابقيه حيث كان سببا في فتح عدد معتبر من الشواطئ وتوفير الحماية للشواطئ الصخرية في الوقت الذي يقف في كل لقاءاته واجتماعاته مع مجلسه التنفيذي ضد التهاون المسجل طيلة السنوات السابقة، ناهيك عن الخرجات الفردية التي قام بها إلى عديد بلديات الولاية للوقوف على النقائص المسجلة خاصة بقطاع السياحة وموسم الاصطياف. كما قطع الوالي الطريق عى البزناسية الذين يسلبون جيوب المواطن كل سنة سواء في الشواطئ او الباركينغ بعدما أعلن مجانتيها أو تحديد دفتر شروط لاستغلالها إن لزم الأمر بعدما أصدر قرارا لكافة رؤساء المجالس الشعبية البلدية يمنعهم فيها بقوة القانون من إصدار أي تراخيص لاستغلال الشواطئ. وهي القرارات التي قد تصنع الحدث هذه السنة في انتظار تجسيدها ومعاينتها على أرض الواقع. هي إذن مؤشرات يراها المواطن البومرداسي كفيلة بإعادة الولاية إلى سابق عهدها واكتسابها امتيازات تنفرد بها عن باقي ولايات الوطن. فبعدما كان المواطن فيها يطأطئ رأسه لانعدام أبسط المقومات بها بات اليوم متفائلا بما قد تؤول إليه بعد أسابيع او أشهر معدودة وهو الذي وجب عليه كذلك المشاركة في المعادلة التنموية لها من خلال المساهمة في نظافتها والحفاظ على مرافقها بل وتزيينها لإعطائها حلة تبهر كل زائر لها وهي التي التي تعتبر مركز عبور لعديد ولايات الوطن، وفي الأخير تبقى مكسبا لسكانها الذين يعتبرونها عاصمة للفكر والإبداع.