أكد المحلل الاقتصادي عبد الرحمن مبتول، أن أزمة الخليج لن تؤثر على انخفاض أسعار النفط بشكل كبير بقدر ما تؤثر على أسعار الغاز الطبيعي، لاسيما أن قطر تعتبر من بين أكبر الدول لمنتجة للغاز على عكس السعودية التي تعتبر من بين أكبر الدول التي تتحكم في أسعار النفط، مفيدا أن دول الأوبك لا تزال متمسكة بخفض الإنتاج رغم التوتر الحاصل في الخليج الذي يضم أغلب دول أوبك. وأفاد مبتول في تصريح ل«البلاد"، أن مرور دونالد ترامب بالمنطقة خلال الزيارة الأخيرة له للسعودية كان يهدف إلى حدوث هذا التوتر من أجل السماح للغاز الطبيعي والنفط الذي تنتجه أمريكا بالصعود في الأسواق العالمية وإضعاف اتفاق الأوبك وبالتالي تتراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها. وهذا ما أكدته السوق العالمية في بورصة النفط، حيث تراجعت أسعار هذا الأخير وهبطت العقود الآجلة لخام برنت إلى أقل من 50 دولارا للبرميل مع استمرار تخمة المعروض في أسواق الوقود بسبب توتر العلاقات في المنطقة بعد مرور يومين من إعلان 4 دول منتجة للنفط على رأسها السعودية قطع علاقتها بقطر. وعرف خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة انخفاضا يقدر ب 17 سنتا أو ما يعادل 0.3 بالمئة إلى 49.95 دولارا للبرميل، وفقد برنت نحو ثمانية بالمئة منذ 25 ماي عندما اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجون المستقلون على تمديد تخفيضات إنتاج الخام حتى نهاية الربع الأول من العام القادم. وهبط خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة 17 سنتا أو 0.3 بالمئة إلى 48.02 دولارا للبرميل وانخفض الخام بأكثر من ستة بالمئة منذ 25 ماي. وقال تجار النفط إن تخمة المعروض من الوقود حاليا تبقي الأسعار تحت الضغط رغم من تعهد أوبك وغيرها من المنتجين بخفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا، غير أن السوق اكتسبت دعما في الأجل القريب من تصاعد التوتر في الشرق الأوسط ومؤشرات على انخفاض تدريجي في مخزونات الوقود الأمريكية الضخمة. من جهة أخرى، أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أمس، أن اتفاق خفض إنتاج النفط بين أوبك وبعض المنتجين خارجها ومن بينهم روسيا يجب أن يستمر رغم الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين بعض الدول العربية وقطر. وقال "يجب أن يستمر تطبيق الاتفاق.. لا شيء يضره". وأشار إلى أن روسيا لا تخطط للدعوة إلى أي اجتماع غير عادي مع أوبك بخصوص قطر. وقال الوزير إنه يعتزم لقاء نظيره السعودي خالد الفالح في أستانة عاصمة كازاخستان في وقت لاحق هذا الشهر. من جهته، قال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق، إن قطر تشارك في اتفاق خفض إنتاج النفط الذي بدأ العمل به في أول جانفي الماضي بكمية تبلغ 30 ألف برميل يوميا "وهي ملتزمة بقرار خفض الإنتاج". وأضاف المرزوق الذي ترأس بلاده لجنة مراقبة التزام الدول بالاتفاق في تصريحات للصحافة أن نسبة التزام قطر بقرار الخفض دارت بين 93 و102 بالمائة. وقطعت دول عربية من بينها السعودية ومصر والإمارات علاقاتها مع قطر مما تسبب في اضطراب التجارة بما في ذلك النفط، في حين دعت الجزائر إلى تبني الحوار لتسوية الخلافات في المنطقة .