وجه المتحدث باسم القوات المسلحة العربية الليبية، العقيد أحمد المسماري، انتقادات للجزائر بخصوص مشروع "المصالحة الوطنية" في بلاده. واتهم المسماري، المعروف بموالاته للإمارات العربية المتحدة، قطر وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بدعم الإرهاب في ليبيا. وذكر المسماري خلال مؤتمر صحفي في بنغازي أمس الأول أن الدوحة دعمت "عناصر إرهابية مطلوبة، منهم المدعو الإرهابي أنيس الحوتي" الذي قال إن قطر أتت به من الجزائر عام 2011، وقتل على يد القوات المسلحة عام 2014. وعبّر المتحدث العسكري الليبي عن آسفه لعدم "استجابة العالم لتنبيه القيادة العامة من دعم دولة قطر للإرهاب منذ وقت طويل"، مشيرا إلى أن "الشعب الليبي قطع علاقته مع قطر منذ سنوات". واتهم المسماري قطر بأنها حاولت "قتل القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة أبوالقاسم حفتر في مقر القيادة سابقاً في منطقة الأبيار شرق بنغازي". وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي كشف "عن وثائق مسربة من سفارة قطر في طرابلس تشير إلى عملية اعتقال قطريين في مدينة غريان سنة 2011 أصدرت السفارة إثر هذه العملية تعليمات إلى اللجنة الأمنية العليا بإطلاق سراحهم بالقوة"، كما اتهم ضباطين تابعين للاستخبارات القطرية ومن بينهم الملحق العسكري القطري المسؤول عن ملفات المغرب العربي بشراء ذمم عدد من الشخصيات في ليبيا والمنطقة وذلك انطلاقاً من غرفة تديرها قطر في تونس. وفي تطور لافت، وجه المسماري انتقادات إلى الجزائر، مشيرا إلى أنها "تؤكد دائماً على أن الحل في ليبيا سياسي وليس عسكريا، مؤكداً أنها تسعى من خلال ذلك إلى أن تحتوي ليبيا هذه العناصر الإرهابية حتى لا تعود إليها في جبالها". ولم يصدر إلى غاية أمس أي تصريح رسمي جزائري بخصوص هذه الانتقادات رغم أن المسماري معروف بتحامله على الجزائر بسبب اشتراطها لتحقيق توافق سياسي بين فرقاء الأزمة قبل الحديث عن "تسليح" الجيش الليبي. واتهم المسماري أيضا كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس بالتورط في أعمال العنف في مدينة بنغازي، مشيرا إلى العثور على مقاطع فيديو وصور في منطقة قنفودة غربي بنغازي تثبت تورط كتائب القسام وتعاونها مع "أشخاص ليبيين في تصنيع ألغام ومتفجرات بتلك المنطقة". جاءت تصريحات المسماري بعد أيام على صدور "إعلان الجزائر" الذي توج أشغال اجتماع كل من وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل ونظيريه المصري سامح شكري والتونسي خميس الجيهناوي الذي شدد على ضرورة الامتناع عن أي إجراءات من شأنها عرقلة مسار التسوية السياسية في ليبيا مجددا الالتزام بدعم الحل السياسي من خلال الحوار الشامل ورفض التدخل الخارجي والخيار العسكري.