سلط موقع بوليتيكو الأميركي في تقرير له الضوء على الدور الأساسي الذي يلعبه كل من ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في المنطقة، ورأى أن الأميرين "يعيدان تشكيل" خريطة الشرق الأوسط، وتساءل عما إذا كانا سينجحان في تحقيق ذلك؟ فالخطوة الخليجية "المفاجئة" تجاه قطر كانت نتاج رؤية مشتركة للأميرين، حسب الموقع الذي أشار إلى أن من بين ما يجمعهما، الرغبة في شن حرب مزدوجة ضد إيران والحركات الراديكالية الإسلامية، والقناعة العميقة بأهمية اعتماد الدول الخليجية على الولاياتالمتحدة. ورأى الموقع أن بن زايد يرى في بن سلمان ملك البلاد المنتظر ويريد تقديم النصيحة له كأخ كبير، وبينما يقبل بن سلمان بهذه النصيحة، لا يريد أن يكون تابعا للأول. يتمتع محمد بن زايد بنفوذ كبير، فهو ولي عهد إمارة أبوظبي التي تمتلك أكبر احتياطات النفط بين الإماراتالمتحدة، وتم تعيينه في منصب ولي ولي العهد في 2003 ثم أصبح وليا للعهد عام 2004، بعد وفاة حاكم البلاد، والده الشيخ زايد. وعلى غرار بن زايد، تولى بن سلمان منصب ولي ولي العهد بعد ثلاثة أشهر من جلوس والده الملك سلمان على العرش عام 2015 وتقلد العديد من المناصب التي كفلت له أن يكون شريكا لبن زايد في رسم السياسات المشتركة. لكن، حسب بوليتيكو، هناك "عقبة" قد تقف في طريق صعود بن سلمان، تتمثل بولي العهد محمد بن نايف، الذي "يبدو صلبا في مواقفه"، ورأى أنه غير موافق على تسلم بن سلمان مقاليد السلطة. وأشار التقرير إلى صعوبات أخرى يواجهها الأميران، فالسعودية والإمارات لم تحققا النتائج المرجوة من الحرب في اليمن، إذ لا تزال العاصمة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين، ولم تظهر القدرات العسكرية السعودية في المعركة على الوجه المطلوب، فضلا عن عدم تحديد الأهداف بدقة في الحرب، ما يتسبب في سقوط مدنيين. أما الإمارات، فرغم الأداء العسكري "الأفضل"، فقد دفعت الثمن في هذه الحرب بمقتل عسكريين على أرض المعركة. ويواجه الأمير السعودي عدة "متاعب داخلية"، إذ يبدو أن خططه الاقتصادية (رؤية 2030) لا تسير على ما يرام، لا سيما بسبب تراجع أسعار النفط، كما أن مسألة شرائه يختا بقيمة 500 مليون دولار سببت له حرجا سياسيا. ويرى بوليتيكو أن ثمة تباعد بين الطرفين في الرؤية بالنسبة لقطر، فولي عهد أبوظبي يرى أن مشكلة الإمارات مع الدوحة تتعلق بدعمها جماعة الإخوان المسلمين، فيما ينصب تركيز ولي ولي العهد على مسألة علاقتها بإيران. لكن الاثنين قلقان من آلة قطر الإعلامية. وبحسب التقرير، ترى أبوظبي في الأمير تميم آل ثاني تابعا لوالده حمد الذي استولى على السلطة من والده عام 1995، في خطوة أثارت انزعاج الرياضوأبوظبي في حينها. ورأى التقرير أن أبوظبيوالرياض أعدتا لمسألة عزل قطر قبل صدور تصريحات نسبت لأميرها ودفعت بالأزمة إلى الواجهة. وأشار الموقع إلى وجود شعور بالقلق في منطقة الخليج من عدم "استسلام" قطر، وخروج إيران ب"نجاح دبلوماسي". وتساءل بوليتيكو عما إذا كانت الحملة ضد قطر ستنجح بالنسبة للأميرين؟ أم سيضطران للتنازل؟ وبينما رأى أن دور الأميرين سيتضح أكثر في المستقبل، قال إن تميم ووالده يعلمان جيدا كيفية تبادل الأدوار عند مواجهة الضغوط. ومن شأن نجاح الأميرين، بحسب الموقع، أن "يضعف إيران ويتسبب في هزيمة داعش"، لكن بوليتيكو حث الرياضوأبوظبي على العقلانية وعدم المبالغة في الثقة، فالخطأ سيؤدي "إلى نتائج كارثية للمنطقة".