عشية عيد الفطر المبارك، تستعد البيوت الجزائرية لاستقبال هذه المناسبة الخاصة من خلال التحضير للحلويات التي باتت تقليدا يدخل ضمن العادات والتقاليد العريقة للجزائر والتي زادتها شهرة وجمالا بتنوع حلوياتها. شهدت الأسواق الجزائرية في الأيام الأخيرة من رمضان، إقبالاً واسعاً لربات البيوت والفتيات على اقتناء مختلف لوازم حلويات العيد والمواد التي تدخل في صنعها. وبالرغم من الارتفاع الكبير لأسعارها، إلا أن السيدات أقبلن على اقتناء ما يلزمهن لتحضير تشكيلة ثرية من حلويات العيد باعتبار أنه لا نكهة لعيد الفطر دون حلويات، كما كانت كتب صنع الحلويات بمختلف أنواعها الحدث الكبير خاصة بعد أن غزت أشكالا وأنواعا من الكتب الخاصة بطريقة تحضير حلوى العيد والتي أصبحت تشهد تنافسا كبيرا من قبل أكبر "الشافات" وصناع الحلويات في الجزائر لتعطي حلوى العيد طعما خاصا. مصاريف لوازم حلوى العيد تُرهق ربات البيوت على الرغم من أن مصاريف رمضان وكسوة العيد أرهقت ميزانيات أغلب العائلات الجزائرية بسبب الارتفاع الكبير للاسعار، إلا أن ربات البيوت أبين إلا أن يحتفلن بعيد الفطر المبارك من خلال تحضير تشكيلات متنوعة من الحلويات كما تعوّدن كل سنة. وشهدت المحلات المتخصصة في بيع لوازم الحلويات إقبالاً كثيفاً من السيدات في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، بغرض اقتناء ما يلزم لإعداد حلويات العيد وتشرع ربات البيوت في تحضير أولى أطباق الحلويات ابتداءً من ليلة 27 رمضان. وهذا ما تؤكده السيدة فاطمة، ربة بيت وام ل3 أطفال:«لا تستطيع أي عائلة أن يمر عليها عيد الفطر دون التحضير لحلويات من نوع خاص وفريد يرتقي لذوق كل أفراد العائلة، وعادة ما تختار العائلات الجزائرية هذه المناسبة الدينية للشروع في تحضير حلويات العيد تيمُّناً بها، وتفضل أغلب السيدات تحضيرها بعد الإفطار إلى غاية منتصف الليل تقريباً، وهذا إلى غاية ليلة العيد، وهو تقليد جميل تجتمع فيه الحميمية ولمة العائلة إلا أن تسارع الأيام وتغيير لأساليب الحياة افقد هذه اللمة نكهتها واصبحت اللقاءات تقتصر فقط على المناسبات فقط، فإذا أعلنت لجنة الأهلة أن العيد يكون صبيحة اليوم الموالي، تتوقف كل واحدة وتكتفي بما أنتجته طيلة 3 أيام، وتنتج أغلب العائلات ما بين 8 إلى 12 نوعاً من مختلف الحلويات." من جهة اخرى تقول وهيبة ربة بيت وام لطفلين عن ارتفاع أسعار صناعة الحلويات: "لا تهمني الأسعار بقدر ما يهمني تحضير الحلوى لأولادي وعائلتي في هذه المناسبة السعيدة، فأسعار الجوز والبندق والفول السوداني هذه السنة ملتهبة وغير متوقعة، لذا لن أقتني سوى كميات محدودة تكفيني لتحضير ما يستلزم في العيد".
المضاربة تجعل أسعار مواد تحضير الحلويات تلتهب وفي جولة عبر الأسواق، لاحظنا الارتفاع الكبير لمستلزمات حلويات العيد من لوز وجوز وفول سوداني وهو الأمر الذي جعلنا نقترب من محل لبيع مستلزمات الحلويات بشارع خليفة بوخالفة، والذي اعترف صاحبه بأن أسعار لوازم الحلويات هذه السنة مرتفعة جدا مقارنة بالسنة الماضية، مثلاً سعر الكيلوغرام من الفول السوداني ارتفع من 200 دينار جزائري إلى 350 ديناراً، بينما قفز سعر جوز الهند من 280 دينارا فقط العام الماضي إلى 800 دينار دفعة واحدة هذه السنة، وهي زيادة خيالية نفّرت الكثير من زبوناتي يقول صاحب المحل وهو الأمر بالنسبة للوز والذي تعتبر أسعاره وكأنها تماثل أسعار البورصة وتنافس أسعار الذهب، حيث يتراوح سعره بين 2500 و2800 دج وهذا بسبب الارتفاع الكبير لسعره في أسواق الجملة الذين أكد أنهم يحسنون ممارسة المضاربة ويتحكمون في السوق كما يريدون ويبيعون بالأسعار التي تحلولهم من خلال التحكم في تدفق السلع إلى تجار التجزئة برغم أنها وفيرة وليست هناك أية ندرة." أما كريم تاجر آخر بالسوق نفسه، فيؤكد أن ارتفاع الأسعار أدى إلى تذمر زبوناته وتراجع طلبهن على مختلف المواد التي تدخل في إنتاج حلويات العيد مقارنة بعيد العام الماضي". ودفع هذا الوضع عدداً من ربات البيوت إلى التعامل مع الباعة المتجولين الذين نصبوا طاولاتهم بمداخل مختلف الأسواق؛ إذ عادة ما تكون الأسعار لدى هؤلاء أقل منها لدى التجار النظاميين، لأنهم لا يدفعون الضرائب ولا إيجار المحال، وتميزت الأيام الأخيرة من رمضان بانتشار واسع للتجار الفوضويين بكل الأسواق الجزائرية الذين يعرضون لوازم الحلويات بأسعار أقل، كالفول السوداني والجوز والبندق والعسل والخميرة والبيض والدقيق والزبدة والمربى ومعجون التمر ولوازم تغليف الحلويات. كتب صنع الحلويات تشهد رواجا كبيرا اختار شبان تجارة الكتيبات حرفة بيع كتب لصناعة الحلوى على مختلف أشكالها وأنواعها هذا منذ حلول العشر الأواخر من رمضان، حيث يقول شاب منهم "إنها مناسبة ظرفية قصيرة الأمد، والربح فيها مضمون ووفير". وعرض هذا الشاب عدداً من كتيبات الحلويات المتنوعة جزائرية، مغربية، تركية، سورية، وأصناف أخرى عديدة لأشهر صانعات الحلوى، ولا يتجاوز سعر الكتيب الواحد 100 دينار. وتبقى مناسبة عيد الفطر المبارك سمة للاحتفالات الدينية التي تحمل بين طياتها تعاليم خاصة لفرحة الصائم بعد 30 يوما في طاعة الله واقتداء بسنة الرسول الكريم.