مع العد التنازلي لعيد الفطر، اتجهت أغلب العائلات إلى اقتناء مستلزمات صناعة الحلويات من طحين وسكر وزيت إلى جانب بعض أنواع المكسرات كاللوز والجوز والفستق والبندق، بحيث راح التجار إلى عرضها بمحلاتهم ولم يتأخروا في رفع أسعارها كونهم على يقين من اتجاه الكل إلى اقتناء مستلزمات الحلويات في هذه الأيام وحولوا جشعهم نحو مستلزمات الحلويات. تعرف معظم الأسواق حركة غير عادية قبيل عيد الفطر المبارك تبعا لعادات وأعراف الأسر الجزائرية تحضيرا للعيد المبارك، فمن شراء ملابس العيد للأطفال إلى اقتناء مستلزمات حلويات العيد ذلك العرف الملزم الذي لا تخرج عنه أي عائلة بحي تتأهب السيدات إلى تحضير العديد من الأصناف والأنواع من الحلويات التقليدية والعصرية، لكن يبدو أن اللهيب الذي تعرفه مستلزمات الحلويات سوف يكون سببا في تقليص أنواع الحلويات في هذه السنة خاصة وأن جميع أنواع المكسرات عرفت لهيبا، فحتى الفول السوداني كأبسط الأنواع التي لا يعتمد عليها كثيرا صعد إلى سعر 350 دينار، أما المكسرات ذات الجودة العالية والمطلوبة على غرار اللوز الذي صعد إلى 1000 دينار بعد أن كان سعره لا يتجاوز 750 دج إلى جانب الجوز الذي عرض ب 1200 دينار للكيلوغرام الواحد والفستق ب1400 دينار الأمر الذي أدى إلى حيرة الكل من الارتفاع الذي شهدته تلك المواد المطلوبة جدا في هذه الفترة. في هذا الصدد اقتربنا من بعض الأسواق لرصد الأجواء عن قرب قبل أسبوع من حلول العيد المبارك فوجدنا أن أغلب النسوة رحن إلى التحضير للمناسبة باقتناء مستلزمات الحلويات على الرغم من ارتفاع أسعارها إلا أنهن أبين تفويت العادة والعرف الملزم المكتسب من السلف الصالح، ما وضحته السيدة إيمان التي قالت إنها أبت إلا تحضير الحلويات مسبقا للاستفادة من قسط من الراحة قبيل العيد بأيام إلا أنها اصطدمت باللهيب الذي مس أنواعا كثيرة من مستلزمات الحلويات على غرار المكسرات التي تدخل في تحضير الحلويات حتى الفول السوداني عرف سعره ارتفاعا بعد أن كان لا يتجاوز 250 دج صعد إلى 350 و380 دج، أما الأصناف الأخرى التي بعدت عن العائلات منذ وقت بعيد فالتهبت أسعارها هي الأخرى أكثر من الأول على غرار اللوز والجوز والفستق والبندق، وقالت إنها ستكتفي ببعض الحلويات التي تعتمد على الفرينة والسكر والزبدة والمعجون كونها لا تستطيع إقحام تلك المستلزمات الباهظة مع ملابس العيد التي سيكتوي بنارها الأولياء هي الأخرى. وراحت بعض السيدات إلى التقليص من أنواع الكيفيات لحفظ ميزانية أسرهم، ومنهن من فكرت في الاكتفاء بنوع أو نوعين في الوقت الذي كانت تصل فيه بعض النسوة إلى إعداد أكثر من عشرة أنواع من الحلويات ويتنافسن فيما بينهن حول نكهتها وشكلها، لكن غلاء أسعار المستلزمات في هذه المرة حال دون ذلك خاصة مع تزامن عدة مناسبات في مرة واحدة فالدخول المدرسي بكل ما يتطلبه من تحضيرات سيكون مباشرة بعد عيد الفطر المبارك بفترة قصيرة.