تسود أجواء من التوتر الشديد في مدينة القدسالمحتلة بعد قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلية إغلاق المسجد الأقصى المبارك، ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه للمرة الأولى منذ العام 1969، وذلك بعد مقتل اثنين من قوات الاحتلال واستشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين في اشتباك مسلح شهدته باحات المسجد صباح اليوم الجمعة. ووسط دعوات للنفير أطلقها شخصيات دينية مقدسية، فرضت قوات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، ومنعت المصلين من الوصول إليها ومن بينهم مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، الذي قامت باعتقاله قرب باب الأسباط واقتياده لمكان مجهول. ودعت دار الإفتاء الفلسطينية الجهات المسؤولة في العالمين العربي والإسلامي "للتدخل السريع لكف الأذى عن المفتي العام، والوقوف إلى جانبه". من جانبه قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، إن أداء صلاة الجمعة حق لا يمكن التنازل عنه. وأكد في أن "ما تقوم به سلطات الاحتلال، هو أمر مبرمج، وهي تستغل أي حدث للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك". عباس يدين ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن العملية حتى الآن، إلا أن حركة المقاومة الإسلامية حماس أشادت بها على لسان متحدثها عبد اللطيف القانوع الذي قال "تبارك حماس عملية القدس الفدائية وتعتبرها حقاً مشروعاً لشعبنا". من جانبه أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أدان خلاله الهجوم، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، التي أضافت "عبر الرئيس عن رفضه الشديد وإدانته للحادث الذي جرى في المسجد الأقصى المبارك كما أكد رفضه لأي أحداث عنف من أي جهة كانت وخاصة في دور العبادة". ودعا عباس نتنياهو إلى إنهاء إغلاق المسجد الأقصى. وقالت الوكالة إن نتنياهو أكد لعباس أنه لن يتم تغيير "الوضع القائم للأماكن المقدسة" الذي يمنح المسلمين وحسب حق الصلاة في الأقصى. حركة فتح بدورها أصدرت بياناً اعتبرت فيه أن "قرار الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المسجد الأقصى المبارك ومنع إقامة صلاة الجمعة في رحابه اليوم هو تصعيد خطير مرفوض ومدان".