التحقيق مع الموقوفة أفضى إلى التعرف على هوية ثلاثة من شركائها تمكنت مصالح الأمن بولاية قسنطينة من تفكيك شبكة دولية لتجنيد جزائريات للالتحاق بصفوف التنظيم الإرهابي الدولي "داعش". وذكرت مصادر أمنية عليمة ل"البلاد" أن الإطاحة بالشبكة جاء بعد توقيف فتاة بمطار محمد بوضياف خلال رحلة عودتها من مدينة إسطنبول التركية بعدما قضت أكثر من سنة في سوريا مع مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية". وبعد إخضاع الفتاة "ز.ص" المولودة سنة 1979 لتحقيق معمق أفصحت عن هوية ثلاثة من شركائها حيث تم القبض على عنصرين في حين يجري البحث عن شاب ثالث لا يزال في حالة فرار. وكشفت التحقيقات التي قام بها عناصر الضبطية القضائية، أن المعنية كانت قد انضمت إلى ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام " بعد تجنيدها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قضت سنة كاملة في سوريا، قبل أن تعود أدراجها إلى الجزائر عبر تركيا وأضاف المصدر، أن المعنية التي وجهت لها تهمة الالتحاق بجماعة إرهابية تنشط بالخارج كانت على اتصال مع خلية تجنيد جزائريات لإرسالهن إلى جبهات القتال في سورياوالعراق. ويشتغل فريق تحقيق متخصص على متابعة تفاصيل عمليات التجنيد التي تمت مع شبان وفتيات عبر مواقع التواصل ومن خلال اللقاءات المباشرة وبحث أساليب الإشراف على عمليات الإرسال أو تسفير هؤلاء إلى تركيا وتونس كمحطة أولى قبل الانتقال إلى مراكز التدريب في سورياوالعراق. وتعتبر قضية تفكيك أخطر شبكة لتجنيد الجزائريات المقيمات بولايات الشرق من أجل الالتحاق بتنظيم داعش في سوريا، من بين 100 قضية تمت معالجتها من طرف المصالح الأمنية خلال السنة الجارية. وتأتي هذه القضية بعد أشهر قليلة من تفكيك مصالح الشرطة القضائية لأمن عنابة شبكة تضم 6 أشخاص، من بينهم جزائريون وتونسيون ينشطون ضمن شبكة دولية لتجنيد شباب جزائريين، ينحدر معظمهم من 5 ولايات شرقية هي عنابة، سكيكدة، ڤالمة، الطارف وسوق اهراس، للقتال في سوريا تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". هذه العملية النوعية لمصالح أمن عنابة، مكنت حسب مصادر أمنية من ضبط وتحديد بدقة هوية الجزائريين المختفين عن الأنظار في الفترة الأخيرة، إضافة إلى تمكنهم من كشف التحاقهم بتنظيم داعش وانخراطهم، بحكم حصولهم على شهادات علمية عالية في الإعلام الآلي من المدارس والجامعات الجزائرية، ضمن "شبكة إلكترونية مختصة في التجنيد"، توكل لها مهمة اختراق المواقع الرسمية ووسيلة مضادة للخلية الأمنية الجزائرية لمكافحة الجرائم الإلكترونية. وشرعت السلطات الأمنية في الجزائر مؤخرا في اتخاذ إجراءات أمنية مشددة للتعامل مع احتمال عودة عناصر جزائرية من تنظيمات إرهابية تنشط في سورياوالعراق، فرارا من الحملات العسكرية ضد تلك التنظيمات. وأوضح مصدر أمني أن تلك الإجراءات تشمل تشديد الرقابة على الحدود، والتواصل مع أسر المقاتلين لإقناعهم بستيلم أنفسهم أو التأكد من مقتلهم، وفرض رقابة مشددة على شبكات التواصل الاجتماعي، بالتعاون مع أجهزة أمنية غربية، وأخيرا متابعة نشاط شبكات تجنيد المقاتلين السرية. وتتعامل السلطات بمنتهى الجدية مع التهديد الذي يمثله احتمال عودة مقاتلين من أعضاء تنظيمي الدولة والنصرة الإرهابيين إلى الجزائر.