تزداد الأزمة داخل بيت بن يونس تعمقا وتوسعا، مع استمرار النزيف الذي توسعت شرايينه من الوسط إلى الشرق ثم الجنوب بعد ان شهد الحزب بؤرة توتر جديدة عقب استقالة أعضاء مكتب الحزب في ولاية الوادي للأسباب التي دفعت سابقا زملاءهم لرمي المنشفة. النزيف الذي تشهده الحركة الشعبية الجزائرية لن يمر بردا وسلاما على رئيسها، عمارة بن يونس، فبعد استقالة منسق الجبهة الشعبية الجزائرية بالعاصمة، عبد الحكيم بطاش، رفقة قيادات أخرى، وتلتها حركة تمرد في ولاية ڤالمة حيث تم الإعلان عن الاستقالة الجماعية لمكتب الولاية من حزب "الأمبيا"، جاء الدور على ولاية الوادي التي شهدت هي الأخرى السيناريو نفسه بعد أن أعلن المكتب الولائي بالولاية عن استقالة جماعية من الحزب، وأصدر مكتب الوادي بيانا يعلن فيه عن استقالته من الحزب للأسباب ذاتها التي عفنت الوضع، لاسيما بعد إنهاء مهام المنسق الولائي وفرض منسق آخر بقرار من القيادة، رغم أنه من سكان ولاية بسكرة وسياسي سابق في التحالف الجمهوري، حيث أكدوا أن هذا المنسق لا يمثل ولاية الوادي والطعن فيه، كما انتقدوا واقع الحزب على المستويي الوطني والولائي والذي يعاني من ضعف أخّر أداءه على المستوى الوطني. الاستقالات الجماعية من حزب الحركة الشعبية الجزائرية تزيد من حالة النزيف وتوحي الأوضاع بتوسع رقعة الانشقاقات والاستقالات في بيت عمارة بن يونس يوما بعد يوم، حيث سجلت منذ يومين فقط استقالة جماعية شملت 750 عضوا بولاية ڤالمة. وقاد العملية النائب بالمجلس الشعبي الوطني ومنسق مكتب ولاية ڤالمة لحزب الحركة الشعبية الجزائرية، وعضو المكتب الوطني، نزيه برمضان، الذي تحجج بتراجع الحزب وتفشي الفساد فيه.واتهم البرلماني ومنسق مكتب ولاية ڤالمة لحزب الحركة الشعبية الجزائرية المستقيل، نزيه برمضان، في ندوة صحفية نشطها رفقة رئيس بلدية العاصمة عبد الحكيم بطاش، رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس بالفساد وتلقي الأموال مقابل وضع أناس على رأس القوائم الانتخابية للتشريعيات الماضية، وأنه خائن لثقة رئاسة الجمهورية بتقديمه شخصية غير كفؤة لتقلد حقيبة وزارية تم اختيارها في دائرة مغلقة. ويبدو أن الانتخابات المحلية لم تكن كالانتخابات التشريعية حيث هبت معها رياح الاستقالات لتنسف موقع الحزب وتزيد من هشاشته خاصة بعد فضيحة "الوزير بن عقون" التي حمل فيها المنشقون المسؤولية لرئيس الحزب عمارة بن يونس الذي أساء الاختيار فاختار شخصا دون استشارة القاعدة وحتى أعضاء المكتب الوطني، لتؤجج عملية تنصيب اللجان الولائية للترشيحات للانتخابات المحلية المقبلة الوضع مما وضع حزب بن يونس على فوهة بركان قابلة للانفجار في أي لحظة.