هدّد رؤساء المجالس الشعبية البلدية بولاية عنابة بتقديم استقالاتهم ورمي المنشفة قبل نهاية عهدتهم الانتخابية ما لم تتحرك حسبهم السلطات العمومية لوضع برنامج استعجالي لتأمين مقرات البلديات التي تتعرض إلى عمليات اجتياح من طرف شريحة البطالين ووصلت إلى حد محاولة ذبح ''مير'' البوني مساء أمس الأول. إلى ذلك، خيم أمس هدوء حذر وسط بلدية البوني بعد الإفراج عن 25 موقوفا وإقدام قوات مكافحة الشغب على فرض جدار عازل من القوة العمومية على مقر البلدية وعدد من المقرات الرسمية. وأشار رؤساء بلديات عنابة، الحجار، البوني، عين الباردة، العلمة، وادي العنب وشطايبي في تصريحات ل''البلاد'' إلى المضايقات والمناوشات اللفظية والجسدية التي يتعرضون إليها بسبب ملف التشغيل، وكذا عدم إلتزام الهيئات المستخدمة بقرارات واقتراحات السلطات الولائية لتوفير مناصب شغل لشباب البلديات المذكورة، في خضم العجز المسجل في سوق العمل وتزايد عدد البطالين المقدرين بعشرين ألف أغلبيتهم من حاملي الشهادات الجامعية. ولم يهضم أميار ولاية عنابة الاعتصامات والحركات الاحتجاجية المتكررة، أمام مقرات البلديات، وشل نشاط مختلف المصالح البلدية تحت ضغط الشارع، حيث انزلقت الاوضاع الى ئالاعتداء الجسدي على رئيس بلدية البوني من طرف ''عصابة'' من البطالين مدججة بمختلف الأسلحة البيضاء ومحاولتها ذبحة وإجباره على تحرير استقالته تحت طائلة التهديد بدافع تأخر استلامهم عقود العمل وكذا اقتحام مكتب رئيس بلدية الحجار نهاية الأسبوع، من طرف بعض الشبان الذين لم يستفيدوا من عقود التشغيل والإدماج المهني، ما تطلب تدخل مصالح الأمن لتهدئة الوضع مع سحب عقد تشغيل أحد المحتجين عقب اعتدائه الجسدي على رئيس مكتب الشؤون الاجتماعية الذي نقل إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بعيادة عطوي صالح.كما كشف أعضاء المجلس البلدي أنهم يعيشون حالة جحيم، لدرجة عدم قدرتهم على الالتحاق بمقر البلدية لتسيير المصالح والشؤون اليومية للمواطنين، بسبب ما وصفوه بهستيريا البطالين، سيما الشباب عديمي المستوى التعليمي وصعوبة التعامل معهم. كما امتدت عدوى الاحتجاج ومضايقات البطالين للأميار، للبلديات النائية المحرومة، على غرار العلمة، عين الباردة، التريعات، وادي العنب وشطايبي، حيث تم إغلاق مقرات البلديات مع محاولة حرقها من قبل الشباب الغاضبين على المنتخبين المحلين، وكذا عجزهم عن تحسين ظروفهم الاجتماعية وفشلهم في تجسيد وعود الحملة الانتخابية، سيما ملف التشغيل. وفي سياق متصل، وصف إطارات مصالح مديريتي التشغيل والنشاط الاجتماعي بولاية عنابة مهمتهم بالانتحار البطيء، في إشارة للطوابير والضغوطات اليومية من قبل البطالين وكذا الجحيم الذي عاشته المديريتين خلال الشهر الجاري، حين اقتحم مجهولون مكاتب مديرية التشغيل مع تحطيم ممتلكات وسرقة أجهزة للإعلام الآلي، فيما تعرض مسؤولون من المديرية إلى الإهانة ومحاولة اعتداء جسدي.
لجنة تحقيق لتقدير حجم الأضرار ووجهت المصادر ذاتها أصابع الاتهام إلى جهات خفية قامت بتحريض الشباب على الفوضى. من جهته، أوفد والي عنابة لجنة تحقيق خاصة للوقوف على تداعيات أحداث الشغب وتحديد حجم الخسائر التي طالت الممتلكات العمومية بفعل عمليات التخريب التي استهدفت على وجه التحديد تحطيم أجزاء واسعة من مبنى البلدية وأعمدة الإنارة العمومية وزجاج سيارات المصلحة. إلى ذلك، أمر والي عنابة أمس بتوزيع 2000 منصب عمل في إطار عقود الإدماج المهني للشباب البطال وذوي الشهادات من قاطني بلدية البوني في محاولة من السلطات المحلية امتصاص غضب جحافل البطالين. وتابع المصدر نفسه أن محمد الغازي طلب من قوات مكافحة الشغب عدم مغادرة المنطقة للحفاظ على النظام العام وعودة الحياة الطبيعية لإقليم البلدية.