بطالون يقتحمون مقر بلدية البوني و يهددون " المير " بأسلحة بيضاء شهدت بلدية البوني الواقعة على مسافة 2 كيلومتر إلى الجنوب من عاصمة ولاية عنابة صبيحة أمس الأحد إندلاع أعمال عنف و شغب، إستهدف من خلالها المئات من البطالين مقر البلدية. حيث إن المحتجين من الشريحة الشبانية صعدّوا من لهجتهم و إقتحموا مقر البلدية، قبل أن يقوموا بأعمال تخريب، و نهب طالت أجهزة الإعلام الآلي،و لو أن الحدث الأبرز في هذه الإحتجاجات يبقى نجاح مجموعة من البطالين في الوصول إلى مكتب " المير " و إشهار أسلحة بيضاء في وجه المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية و مطالبته بالإستقالة من منصبه تحت طائلة التهديد، كما أسفرت عمليات الرشق بالحجارة عن إصابة موظفين بمختلف مصالح البلدية، فضلا عن تحطيم وتخريب تجهيزات مكتبية، و تحطيم الواجهات الزجاجية و حتى السياج الخارجي المحيط بمبنى البلدية. البطالون و الذين ينحدرون من الأحياء الشعبية لسيدي سالم، بوخضرة، بيداري، السرول و بوزعرورة قصدوا مقر البلدية للمطالبة بالحصول على عقود الإدماج المهني وفق السياسة التي سطرتها السلطات المحلية لولاية عنابة، لكن الأمور إنزلقت في حدود الساعة العاشرة، حيث أقدم المئات من الشبان الذين كانوا مجتمعين أمام مقر البلدية على تحطيم البوابة الرئيسية و مهاجمة الموظفين الذين كانوا يزاولون عملهم في مكاتبهم، و ذلك برشق الواجهات الزجاجية بالحجارة، قبل أن تتطور الأوضاع بإندلاع أعمال عنف و شغب و تخريب على مستوى المكاتب وسط حالة من الذعر و الفزع في أوساط الموظفين الذي سارعت غالبيتهم إلى مغادرة مكاتبهم هروبا من حالات الإعتداء الجسدي، بينما أقدم العشرات من المحتجين على مهاجمة مكتب رئيس البلدية، و إشهار سكاكين و أسلحة بيضاء في محاولة لإرغامه على ترك منصبه، مع التلفظ بكلمات جارحة في حقه، من دون تسجيل أية حالة إعتداء عليه، و هي الحادثة التي دفعت بالمير الى الإستعانة بالقوة العمومية و تقديم شكوى رسمية إلى الجهات الأمنية ضد بعض الشبان، مع إخطار والي الولاية بالهجوم الذي إستهدفه شخصيا من طرف العشرات من البطالين. هذا و قد أعلنت قوات مكافحة الشغب حالة طوارئ قصوى، لأن المحتجين أقدموا على رشق السيارات و العشرات من المارة بوابل من الحجارة، في حين حاول البعض الأخر تصعيد الوضع بقطع الطريق و إضرام النيران في العجلات المطاطية، لكن التدخل السريع لوحدات الأمن مكّن من التحكم في زمام الأمور، حيث تم إستعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين من محيط البلدية، بينما عمد البطالون المحتجون إلى الساحة العمومية بوسط مدينة البوني أين قاموا بأعمال تخريب طالت أعمدة الإنارة العمومية،و تعرض العشرات من المارة و موظفي البلدية لجروح خفيفة استدعت نقلهم إلى المؤسسة الإستشفائية. و هي العمليات التي أثارت سخط سكان البوني مركز، الذين دخلوا في مشادات من المتظاهرين القادمين من أحياء مجاورة، مطالبين إياهم بضرورة مغادرة مركز البلدية و التوقف الفوري عن أعمال التخريب التي طالت الإنارة العمومية و مقر البلدية، في الوقت الذي شنت فيه قوات مكافحة الشغب حملة إعتقالات في أوساط المحتجين، حيث ذكرت مصادر أولية أن الجهات الأمنية أوقفت 25 شابا تتراوح أعمارهم ما بين 22 و 34 سنة، و قد تم إقتيادهم إلى مقر أمن الدائرة حيث تم تحرير محاضر سماع ضدهم، قبل إطلاق سراحهم. إلى ذلك فقد عاد الهدوء إلى بلدية البوني في الفترة المسائية ليوم أمس الأحد، بعد نجاح وحدات التدخل السريع من التحكم كلية في الوضع، رغم أن قوات الأمن ظلت مرابطة بمحيط مقر البلدية خوفا من أي إنزلاقات جديدة، في حين أكد رئيس البلدية يوسف ليتيم في إتصال هاتفي مع " النصر " تعرضه لهجوم من طرف مجموعة من الشبان أثناء تواجده بمكتبه،ومحاولة إرغامه على تحرير إستقالته فورا تحت طائلة التهديد بإستعمال أسلحة بيضاء، كما أن هذه المجموعة أكدت للمير بأنها كانت بصدد مراقبة تحركات المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية للبلدية. على صعيد آخر ذكرت مصادر متطابقة أن والي عنابة قرر إيفاد لجنة ولائية إلى بلدية البوني للتحقيق في سبب إندلاع أعمال العنف والتخريب، لأن مصالح الولاية كانت قد حسمت في قضية عقود الإدماج المهني، و ذلك بإحالة بطالي كل بلدية إلى البلديات التي يقيمون فيها لإيداع ملفاتهم الإدارية، قبل النظر فيها على مستوى اللجنة الولائية، فضلا عن كون بلدية البوني كانت قد عمدت إلى تنصيب خلية إصغاء تتكفل بإستقبال البطالين يوميا على مستوى ساحة مقر البلدية و تقديم التوضيحات اللازمة بشأن عملية الإدماج المهني.