عاد سكان مختلف بلديات العاصمة الذين يعانون من أزمة السكن إلى البناء الفوضوي بعدما ضاقت بهم السبل في الاستفادة من سكنات اجتماعية تصون كرامتهم· وقد شهدت البلديات التي عرفت أعمال شغب واحتجاجات على خلفية هدم بناياتها الفوضوية عودة بعض العائلات إلى تشييد مساكن عشوائية في ظل غض الدولة الطرف تخوفا من وقوع أعمال عنف وشغب كتلك التي شهدتها بعض بلديات العاصمة مؤخرا· وعرفت الظاهرة انتشارا في بلديات باب الوادي وحي ديار الشمس وديار العافية وبلدية برج البحري وبعض بلديات ولاية تيبازة، ولوحظ أيضا تشييد منازل قصديرية جديدة في ولايات أخرى كقسنطينة ووهران وباتنة وفالمة، وهي الولايات نفسها التي شن سكانها احتجاجات عارمة بعد قرار الدولة التخلص من أحياء الصفيح التي أضحت تشوه النسيج العمراني للمدن· وبالرغم من استفادة العديد من المواطنين من سكنات اجتماعية وترحيل الدولة سكان عدد كبير من هذه الأحياء إلى شقق جديدة إلا أن الدولة لم تتمكن من احتواء الظاهرة والقضاء عليها نهائيا بسبب عودة أسر أخرى إلى تشييد مساكن غير شرعية بالمواقع نفسها·وأكدت بعض العائلات في بلدية باب الوادي التي شهدت عملية ترحيل كبرى مؤخرا في كل من ديار الكاف ومناخ فرنسا أن عملية الترحيل الأخيرة لم تشملهم وأن سبب عودتهم للبناء الفوضوي جاء بعد حرمانهم من الاستفادة من السكن واتهامهم باستفادتهم من سكنات اجتماعية فيما مضى قاموا ببيعها وهذا ما تفنده العائلات وتؤكد أن افتراشها الأرض دليل على أنها لا تملك أي سكن· وهدد سكان البنايات الفوضوية بشن احتجاجات عارمة واللجوء إلى المظاهرات في حال لجوء السلطات المحلية إلى هدم بناياتهم· وقال البعض إن الموت بات خيارهم الأخير في حال هدمت بناياتهم·