270 عائلة بحي ''الجزيرة'' بباب الزوار تنتظر ترحيلها اليوم انطلقت عملية ترحيل عائلات الأحياء القصديرية الموجودة ببلدية وادي قريش بالعاصمة، على خلاف ما كان متوقعا، حيث جرت العملية في ظروف حسنة انطلاقا من أن السلطات الوصية التي كانت قد أبدت تخوفها من طريقة التنظيم لم تسجل على العموم أحداث جانبية من شأنها عرقلة العملية. وبعيدا عن لهجة التهديد باللجوء إلى أعمال الشغب وقطع الطريق التي كانت وراءها بعض العائلات اعتبرت أن إقصاءها من الاستفادة غير قانوني، انطلقت العملية من دون مشاكل تذكر في وقت شهدت فيه تجنيدا كبيرا لقوات الأمن ومصالح مكافحة الشغب. أولى العائلات المستفيدة من عملية إعادة الإسكان التي تم مباشرتها منذ مساء أمس الأول كانت ال195 عائلة الموجودة في حي فونتان فراش، والتي انتقلت إلى سكنات لائقة في بلدية بئر توتة، بعد معاناة دامت، حسب ما أكده أحد المواطنين المستفيدين ل''البلاد''، أكثر من أربعة عقود من الزمن، ليشير إلى أن الأسر المعنية بالعملية كانت تعيش في ظروف تنعدم فيها أبسط شروط الحياة الكريمة، لاسيما أن الحي القصديري كما أوضح موجود في مجرى واد قديم الأمر الذي يجعل سيناريو حملة باب الوادي تطفو على السطح كلما نزلت الأمطار. الظروف نفسها شهدتها، صباح أمس، عملية الترحيل الخاصة ب400 عائلة من حي ديار الكاف ''الكريار'' إلى سكنات جديدة في حي 568 و150 مسكنا ببراقي وحي 100 و190 مسكنا ببن طلحة، بالإضافة إلى حي 448 مسكنا بدرارية، حي 500 مسكن بسويدانية وحي 1680 مسكنا ببئر توتة، لتنطلق أثر ذلك مباشرة أشغال هدم السكنات الفوضوية التي تندرج حسب الجهات المسؤولة ضمن الإجراءات الهادفة لقطع الطريق على الأطراف التي تحاول الاستثمار في هذا النوع من العمليات والاستفادة دون وجه حق من سكنات جديدة، من خلال العودة إلى المواقع التي تم ترحيل وبناء سكنات فوضوية. أما فيما يخص إعادة إسكان عائلات حي بوشراي البالغ عددها 229 التي من المنتظر أن تتواصل إلى اليوم، فسيتم نقلهم أولا بواسطة 1900 شاحنة و100 حافلة التي جندت للعملية إلى حظيرة السيارات التابعة للمركب الأولمبي محمد بوضياف، قبل إعلام كل عائلة بمكان استفادتها من السكنات الجديدة، لتجنب أي اعتراض من بعض المواطنين الذين أبدوا رفضهم الانتقال إلى أحياء قالوا أنها غير ملائمة. في هذا الإطار، أرجع العضو المنتخب عن التجمع الوطني الديمقراطي ببلدية وادي قريش عبد الحميد بلال، في تصريح ل''البلاد''، السير الحسن لعملية الترحيل إلى عدة عوامل، مشيرا إلى أنها مست أكبر المواقع تضررا من أزمة السكن وأقدم الأحياء القصديرية على مستوى البلدية، بالإضافة إلى تجند أطراف مسؤولة أخرى من خارج البلدية في تنظيم العملية التي تعتبر من اختصاص السلطات الولائية بالعاصمة، كما هو الشأن بالنسبة للوالي المفوض لبلدية بوزريعة وكذا باب الوادي . وفي سياق ذي صلة، شدد المتحدث على أهمية الموازنة بين نصيب البرامج المسطرة للقضاء على الأحياء القصديرية من جهة، والمخططات المعنية بالقضاء على السكن الهش واستفادة المواطنين المعنيين بملفات السكنات الاجتماعية من جهة أخرى، معتبرا تركيز الجهود على النوع الأول فقط دعوة غير مباشرة لانتشار ظاهرة البناء الفوضوي طمعا في الحصول على السكن، ليضيف أن العديد من العائلات تقطن في مساكن مسجلة منذ عدة سنوات في خانة البنايات آيلة للسقوط، وهو الأمر الذي يجعل التعجيل باستفادتها من برامج إعادة الإسكان ملحا . تشرع اليوم السلطات الولائية لولاية الجزائر بترحيل 270 عائلة تقطن بالحي القصديري المسمى الجزيرة والواقع ببلدية باب الزوار، العائلات المرحلة كان قد شملها إحصاء سنتي 2003 و,2007 وقد أعلنت السلطات المحلية على لسان الوالي المنتدب لولاية الجزائر العاصمة أن هذه العملية تدخل في إطار برنامج رئيس الجمهورية الرامي إلى القضاء على البنايات الهشة والسكنات القصدرية وسبقتها عمليات ترحيل أخرى لسكان أحياء مختلفة على غرار سكان حي ديار الكاف وفونتان فراش ببلدية واد قريش، مؤكدا أن سلطات ولاية الجزائر العاصمة ستوفر جملة من الإمكانات المادية والبشرية لإنجاح العملية بحيث ستسخر ما يقارب 300 شاحنة تكون تحت تصرف السكان لنقل الأثاث والممتلكات وحوالي 30 حافلة تتكفل بنقل الأشخاص إضافة إلى تجنيد 200 عون للمساعدة في عملية الترحيل.