تشهد فروع الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب الموزعة عبر مختلف أحياء العاصمة وغيرها من الوكالات عبر الولايات، إقبالا كبيرا من طرف الباحثين عن عمل والاستفادة من قروض لإنشاء مؤسساتهم الخاصة، والتي فتحت لهم الأبواب من أجل تحقيق طموحهم بشهادة الكثيرين، خصوصا عن طريق توفير العديد من الإجراءات لامتصاص البطالة في بلادنا. أول شيء لاحظته ''البلاد'' على مستوى الوكالة المحلية للتشغيل على مستوى شارع حسيبة بن بوعلي بقلب العاصمة، وجود أعداد هائلة من الباحثين عن العمل والمستفسرين عن شروط تكوين ملف طلب عمل أو ما شابه ذلك على مستوى هذه الوكالة.العديد من الشباب سواء شبان أو فتيات الذين وجدناهم في هذه الوكالة أغلبيتهم من المتخرجين من الجامعات والمعاهد ومراكز التكوين، كانوا يسألون عن تكوين ملف الحصول على ''البطاقة الزرقاء''، حيث قال مصدر مسؤول من الوكالة الوطنية للتشغيل بالجزائر العاصمة في تصريح ل''البلاد''، إن هناك أكثر من 15 ألف ملف لطالبي البطاقة الزرقاء عبر الوطن وهي عملية إيجابية أقدمت عليها الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ''الأونساج'' التابعة لوزارة العمل.
وأضاف المصدر أنه يتم تسجيل الحاصلين على الشهادات العليا في الوكالات المحلية للتشغيل عبر الوطن، ويتقدم المعنيون بطلب مكتوب بالإضافة إلى نسخة من بطاقة التعريف الوطنية ونسخة من الشهادة العليا المتحصل عليها، ليتم وضعها في مكتب يسمى ''مكتب التشغيل'' وموظفو هذا المكتب يقومون بالبحث عن عمل لأصحاب تلك الملفات عبر مختلف المؤسسات والقطاعات الخدماتية المتاحة. من جانبه، قال أحد الموظفين على مستوى مكتب التشغيل في وكالة التشغيل بشارع ''حسيبة بن بوعلي'' رفض ذكر اسمه، إن البطاقة الزرقاء تعطي الأولوية لمن يطلبون العمل من الإطارات الشابة وفي صالح المتخرجين من الجامعات ومراكز التكوين المهني، أي الحاصلين على شهادات عليا. ومن جانب آخر، فإنه ريثما تجد الوكالة مناصب شغل للحاصلين على البطاقة الزرقاء يتم الاتصال بهم عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني، ومن هنا يقوم المهتم بالحصول على وظيفة بتقديم ملف آخر يتكون من شهادة ميلاد وشهادة الحالة المدنية والعائلية. واعتبر عمار زيتوني 25 سنة وهو متخرج من جامعة الحقوق والعلوم الإدارية في تصريحه ل''البلاد'' أن ''البطاقة الزرقاء عبارة عن صك ملموس لحصول الشباب على وظيفة في المستقبل، موضحا أنه علم بهذه البطاقة من صديق له، وهاهو اليوم يود الحصول عليها حتى يتسنى له الحصول على وظيفة أمام الكم الهائل لطالبي الوظائف أمام تفشي البطالة. ومن جهتها، قالت لنا إحدى الباحثات عن العمل ''سميرة لمجد'' 27 سنة وهي متحصلة على شهادة في الهندسة المعمارية ''إنها جاءت هنا لتضع ملفها من أجل الحصول على ''البطاقة الزرقاء''، وربما يكون من حظها الحصول على عمل في مجال تخصصها، معترفة أنها طرقت الكثير من الأبواب من أجل الحصول على عمل لكن دون جدوى. حسب مصدر مسؤول بالوكالة الوطنية لتشغيل الشباب فإنه بالإضافة إلى خلق مناصب شغل فإن الوكالة تستقبل عبر نقاطها في مختلف ولايات الوطن الآلاف من طلبات إنشاء مؤسسات مصغرة من طرف الشباب الراغبين في تجسيد أفكارهم وطموحاتهم في الميدان. وكشف مصدرنا، أنه تم عرض 5 آلاف من مجموع الملفات المودعة على مستوى مكاتب الوكالة على مستوى الجزائر العاصمة منذ نوفمبر الماضي أمام اللجنة الممثلة من مختلف القطاعات والبنوك والتي أعطت موافقتها على 1850 طلبا. كما حظي 459 ملفا بالموافقة البنكية، فيما تم تسليم 598 شهادة تأهيل. وأضاف المصدر نفسه أنه تم خلال هذه الفترة إنجاز 740 مؤسسة مصغرة في مختلف التخصصات والمجالات، حيث عاد أغلبها إلى قطاع الخدمات بتسجيله 566 مشروعا أهمها شراء الشاحنات وحافلات النقل الشبه حضري مقابل 144 مشروعا مسجلا في قطاع البناء والتعمير، وكذا الأشغال العمومية، بينما لم يحظى قطاع الفلاحة ب7 طلبات مقابل 75 ملفا فيما يخص الصناعات الصغيرة لتسجل أدنى طلب لإنشاء مؤسسات في مجال الصناعات التقليدية، كما تم خلال الفترة نفسها خلق 986 منصب شغل دائم. لكن المثير للانتباه أن الكثيرين ممن كانوا ينتظرون دورهم للحصول على وثائق التسجيل يطمحون إلى تأسيس مؤسسات خاصة بالنقل أو البناء، والسبب الرئيسي حسبهم هو أنها قطاعات مطلوبة بشكل ملحوظ في بلادنا وتدر أرباحا، فضلا عن أنها تسمح للمستثمر إذا حصل على مبلغ مالي من البنك أن ينشئ مؤسسته الخاصة في المستقبل. وتبلغ قيمة القروض ما بين 10 ملايين سنتيم إلى المليار سنتيم وهي مبالغ يمكن للمستفيدين أن يسددوها بعد ثلاث سنوات من إنشاء المشروع على أمل نجاحها. وبالإضافة للتمويل فإن التكوين يعتبر من اهتمامات الوكالة، حيث اتخذت قرارا بوضع مخطط وبرنامج عمل يتمثل في تخصيص فترات التكوين لفائدة الشباب المستفيدين من المشاريع وذلك حسب الوثيقة التي سلمت ل''البلاد'' أنه مخطط يهدف لتكوين وتعليم وتأطير المستفيدين في كيفية تسيير مؤسساتهم، بغرض جعل المشاريع المنجزة أكثر نجاعة ومساهمة في خلق الثروة وتحقيق التنمية المحلية والوطنية، إضافة إلى مرافقتهم في كل المراحل التي يخطوها الشباب وذلك بدءا من تحويل فكرته إلى مؤسسة منشأة، لا سيما في مجال سحب القروض. كما توجد عدة نقائص في الوكالة الوطنية المكلفة بتشجيع وتدعيم ومرافقة الشباب البطال الذين لديهم فكرة مشروع إنشاء مؤسسة خاصة في إطار ''الأنساج'' فيما يتعلق بالإجراءات البنكية خصوصا عند تقديم الإعانات المالية المتعلقة بالقروض بدون فائدة. وتشير أرقام من الوكالة أنها ومنذ إنشائها في سنة 1996 ساهمت في إنشاء 93965 مؤسسة صغيرة بتكلفة قدرت ب171 مليار دينار أسفرت عن خلق 237301 منصب شغل في حين تأمل الوكالة بعد انطلاق العمل بالإجراءات الجديدة في إنشاء 20 ألف مؤسسة صغيرة سنويا.