قيادات محلية في الحزب العتيد متهمة ب"الفساد المالي" يعيش حزب جبهة التحرير الوطني، هذه الأيام، حالة من التوتر غير مسبوقة، عشية انطلاق الحملة الانتخابية للمحليات القادمة وذلك احتجاجا من طرف المناضلين على مستوى عدد من الولايات على القوائم البلدية والولائية التي ستمثل الحزب في الاستحقاقات القادمة، ما دفع بالبعض لمراسلة رئيس الحزب، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. ووجهت بعض المحافظات وأمناء الطلبة والشباب، بيانات تنديد واستنكار، دعوا من خلالها رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، للتدخل لدى مسؤولي الحزب المركزيين، لتصحيح الأوضاع داخل الحزب العتيد، خاصة بعض المناضلين على مستوى أمانات الشباب والطلبة، الذين استنكروا ممارسات القيادة العليا للحزب، من خلال ما وصفوه "الانتقاء العشوائي" لقوائم الترشح لمحليات 23 نوفمبر 2017، واتهم البعض حسب ما بلغ البلاد عن أمانة الشباب والطلبة لمحافظة بني سليمان لولاية المدية، أنه تمت عملية "زبر ممنهجة لإطارات وشباب الحزب". كما استغرب أصحاب البيان أن يتم "إدراج رجل أعمال من حزب الأرندي في المراتب الأولى" لقائمة المجلس الولائي. كما أعربوا عن تذمرهم ل«تغيير جرى على قوائم البلديات بعدما اختيرت قوائم في ظل الشفافية والنزاهة"، مؤكدين وجود "عملية ممنهجة لإقصاء المناضلين" وأيضا "سطوة المال الفاسد على هياكل الحزب". واضطر مناضلو الحزب العتيد عبر عدد من المحافظات لمراسلة رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، قائلين "السيد الرئيس، نعلمكم أن شباب الجزائر وإطاراتها تذبح وتقصى وأصبحنا نشك في معنى النضال والوفاء للحزب". وفي السياق ذاته، شهدت عدة ولايات من الوطن، الأربعاء، احتجاجات عارمة أمام مقار محافظات حزب جبهة التحرير الوطني، تعبيرا عن استيائهم إزاء الطريقة التي تم اعتمادها في انتقاء مرشحي الحزب لخوض غمار الانتخابات المحلية القادمة، وذلك في كل من تندوف، المدية، باتنة، سيدي بلعباس، ووهران. وحمل المحتجون عبر الولايات مسؤولية النتائج "الهزلية المحتملة" للقيادات المحلية والوطنية، نتيجة "سوء التسيير والانفراد بقرارات ارتجالية، غالبا ما تكون خاطئة لا تخدم الحزب، ودون العودة لرؤساء القسمات وممثلي القاعدة النضالية"، داعين إلى "ضرورة الوقوف ضد كل ما يمس بوحدة صفوف مناضلي الحزب، وكذا محاربة سياسة التوريث" التي انتهجتها اللجان الولائية، منتقدين "إقصاء تمثيل الشرائح المكونة للمجتمع بطريقة ممنهجة"، مناشدين تدخل أمين عام الأفلان، حيث راسلوه ودعوه إلى ضرورة التدخل العاجل لوقف "تجاوزات" المحافظين، متهمين البعض منهم باتخاذ قرارات ارتجالية دون استشارة أعضاء المكتب، لاسيما نتائج عمل لجنة الترشيحات التي قالوا إنها "ضبطت خارج أسوار المحافظات"، فضلا عن سعي البعض حسبهم - لإقصاء عدد من المناضلين "دون أي أسباب وجيهة".