دخل صباح اليوم الأعوان المرافقون للقطارات بالشركة الوطنية للسكك الحديدية في إضراب دام 3 ساعات، كانت كافية لإخلاط أوراق مئات الزبائن الذين وجدوا أنفسهم أمام سيناريو متكرر عنوانه "عدم احترام الزبون" في ظل العصرنة التي تتغنى بها الشركة، لاسيما أن أزمة نقل خانقة صاحبت الاحتجاج مع مأزق كبير عانى منه مستعملو "الشيمينو" للالتحاق بعملهم أو بمقاعد الدراسة. وعلق الأعوان عملهم منذ الساعة الخامسة والنصف صباحا للمطالبة بحقوقهم في إضراب شنوه دون إشعار مسبق، مما تسبب في أزمة نقل خانقة عبر خطوط الضاحيتين الشرقية والغربية للوطن، مع ساعات الذروة التي يلتحق فيها الآلاف بمناصب عملهم أو الطلبة بمقاعد الدراسة وحتى المرضى الذين يستعملون القطارات للوصول إلى مستشفيات العاصمة، التي عرفت مداخلها اختناقا كبيرا حيث سدت الطرقات الرئيسية الرابطة بين ولايتي البليدة والجزائر بداية من الساعة السابعة صباحا في منطقة بابا علي ومنطقة لاكوت ببئر مراد رايس التي شهدت اختناقا كبيرا. في حين عرفت محطات النقل الحضري وشبه الحضري اكتظاظا كبيرا أدى إلى نشوب شجارات بين المسافرين وأصحاب النقل الجماعي، الذين استغلوا الفرصة لفرض منطقهم عن طريق إعلان نقطة التوقف بلاكوت كآخر محطة وعدم دخول محطة تافورة.وتساءل المسافرون عن سبب تكرار سيناريو الإضرابات دون إشعارهم مسبقا مطالبين الشركة باحترام الزبون، لاسيما أن عمال الشركة بداية من سائقي القطارات ووصولا إلى الأعوان المرافقين من بين أهم شريحة عمالية تتقاضى أجورا معتبرة قد تصل إلى 10 ملايين سنتيم، تضاف إليها العلاوات والمنح السنوية، إلى جانب بعض الامتيازات الخاصة بالنقل المجاني وغيرها من الأمور، إلا أن سيناريو الإضراب أصبح يتكرر مما عطل مشاغل آلاف المسافرين الذين يجدون أنفسهم في كل مرة أمام معضلة "القطار متأخر إلى جل غير محدد". وقد عبر الزبائن عن تذمرهم الشديد من سياسة عدم الإعلام المسبق أو التحدث معهم عبر محطات القطار بالضاحيتين الشرقية والغربية في ظل العصرنة التي يتغنى بها مسؤولو الشركة عبر كل طلة إعلامية، مطالبين بوضع النقاط على الحروف. وطالب الأعوان المرافقون للقطارات خلال الحركة الاحتجاجية بالحصول على منحة المراقبة وتوفير الأمن لهم أثناء تأديتهم لمهامهم داخل القطارات مؤكدين تعرضهم للضرب من طرف بعض الزبائن، غير أن حركة سير القطارات عادت للعمل على الساعة التاسعة صباحا، بعد أن دخل ممثلو الأعوان في مفاوضات مع إدارة الشركة للتوصل إلى حل يرضي الطرفين، فيما تأسفت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لزبائنها عن التذبذب الذي عرفته حركة سير الرحلات جراء حركة احتجاجية لبعض الأعوان المرافقين للقطارات الذي تم حسبها دون إشعار.