تصوير: علاء بويموت دخل سائقو القطارات في إضراب مفتوح دون إشعار مسبق ودون إعلام المواطنين، بل حتى مراقبي الخطوط فوجئوا بالحركة الإحتجاجية ما انعكس سلبا على الحركة وأحدث انسدادا على مستوى كل محطات النقل المتواجدة شرق العاصمة. تفاجأ الآلاف من المواطنين صبيحة أمس بقرار غلق محطّات القطار انطلاقا من المحطة المركزية بالجزائر العاصمة إلى غاية محطّات الضاحية الشرقية دون سابق إنذار وقد شهدت هذه المحطّات حالات طوارئ من قبل المواطنين، حيث وقفت "الشروق اليومي" على حالة الإكتظاظ والطوابير الطويلة من المسافرين بمحطة نقل المسافرين بالرغاية شرق العاصمة، أين كان الكل يتدافع للظفر بمكان داخل الحافلة. ونفس الوضع عاشته المحطّة الحضرية لنقل المسافرين بالرويبة، حيث وقعت اشتباكات كلامية بين المسافرين بسبب التدافع فيما بينهم، فكل واحد يحاول الصعود أولا على الأقل للظفر بنصف نهار عمل، لأن الفترة الصباحية ضاعت منهم. وبمحطة النقل بتافورة لم يكن الوضع مختلفا، لأن اختناق حركة المرور بالقرب من المحطة طال هذه المرة الطريق العمومي والجسر الرابط بين محطّة تافورة وشارع حسيبة بن بوعلي ولا يخلوا الحديث هنا إلا عن سبب هذا التّوقف المفاجئ عن العمل من قبل موظفي وسائقي القطارات، ونفس الفوضى عرفتها محطة نقل المسافرين بالحميز وباب الزّوار والحراش وواد السمار. بالمقابل، عاش الآلاف من المواطنين المداومين على التنقّل عبر السكة الحديدية في ظل تعزيز الشبكة بالقطارات العصرية والحديثة عاشوا حالة من الغضب والإستياء الشديدين بعد أن تعطّلت كل مصالحهم طيلة نهار أمس والتحق أغلبهم بتأخر فاق 3 ساعات أو أكثر. والغريب في الأمر أن أعوان المحطة وكذا المراقبين لم يكونوا على علم بالحركة الإحتجاجية مما جعلهم في حرج أمام المواطنين الذين كانوا يواجهونهم بأسئلة حول أسباب الإحتجاج ومدته، ولم يتمكن مراقبو الخطوط من إقناع كثير من الناس بعدم علم بالإضراب. من جهتنا، حاولنا معرفة سبب هذا الإضراب المفاجئ الذي شرع فيه السائقون منذ الساعة السابعة صباحا واتصّلنا هاتفيا بالأمين العام للنقابة الوطنية للشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية الذي ضرب لنا موعدا لمقابلته، لكنّنا تفاجأنا بعدم التزامه بوعده وتنقّلنا هناك، لكن دون جدوى. كما اتصّلنا بالمديرية العامة للنقل بالسكة الحديدية، أين أكّدت لنا المكلفة بالإعلام بأن الإضراب لم يكن شرعيا وتم دون إشعار مسبق، ولم نتمكّن من معرفة أسباب هذا الإضراب وإمكانية استمراره أم لا؟ ليبقى المواطن البسيط الضحية رقم واحد في وقت وجد فيه القطار أحسن وسيلة نقل للتخلّص من مشقة الطرق السريعة والاختناقات الناتجة عن الحواجز الأمنية في نقاط عديدة من الطرق السريعة.