مرتاحون للتعاون التجاري بين البلدين رغم بعض العراقيل البيروقراطية
حاوره: مصطفى دباش
يكشف السفير الياباني في الجزائر، ماسايا فوجيوارا، في هذا الحوار الذي خص به "البلاد" واقع العلاقات الثنائية بين البلدين في أبعادها الثلاثة السياسية والاقتصادية والثقافية. كما يعرج ممثل الدبلوماسية اليابانية على أهم استثمارات بلده وآفاق تطويرها. ويعود السفير إلى حادثة تيڤنتورين الإرهابية الشهيرة على موقع الغاز الذي كان من بين ضحاياه رعايا يابانيون، مشيدا بالتنسيق الأمني بين البلدين بالإضافة الى قضايا أخرى اقتصادية وثقافية ^
كيف تقيّمون العلاقات الثنائية بين الجزائرواليابان؟ أولا، أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لي للتواصل مع الجزائريين. أما فيما يخص سؤالكم، يمكن القول إن العلاقات الثنائية بين الجزائرواليابان ليست وليدة الأمس ولا حديثة العهد بل تعود الى عقود من الزمن وهي علاقات جيدة خاصة في الجانب السياسي بين قيادة البلدين. وتعتبر اليابان من بين أهم الدول التي وقفت مع الشعب الجزائري في نضاله ضد المستعمر ومن بين الدول التي اعترفت باستقلال الجزائر سنة 1962.
هل بلدكم مستعد لنقل المعرفة والتقنية اليابانية المتطورة إلى الجزائر؟ نحن بلد متفتح على الغير ولا نحتكر المعرفة ولا التكنولوجيا، بل العكس نشجع كل تعاون فني اقتصادي. اليابان مستعدة لتصدير تجربتها ومعارفها الفنية في شتى المجالات في اطار شراكة حقيقية، وواقع الحال يؤكد كلامي حيث تتواجد في الجزائر شركات يابانية في مختلف القطاعات تعمل على نقل المعرفة من خلال تكوين جزائريين شباب وتقنيين ومهندسين.
كيف تقيِّمون واقع الاستثمار في الجزائر؟ وهل هناك عراقيل تخيف المستثمر الياباني؟ نحن مرتاحون لواقع الاستثمار الياباني في الجزائر، لكننا نأمل في أن يتطور أكثر وأن يتحسن مناخ الاستثمار ليصبح أكثر جاذبية واستقطابا لرأس المال الأجنبي. كما نود أن تزول كل العراقيل البيروقراطية التي في كثير من الاحيان تكون عائقا ومثبطا لتطور ونجاح أي شراكة اقتصادية.. أغتنم هذه الفرصة لأؤكد أن الشركات اليابانية والمستثمرين مهتمون كثيرا بالسوق الجزائرية التي نعتبرها واعدة بالنظر للموقع الجغرافي الهام لبلدكم كبوابة شمال إفريقيا.
هل تعتقدون أن المؤسسات اليابانية تعاني من منافسة قوية من طرف الشركات الفرنسية والأمريكية والصينية على سبيل المثال؟ نحن لا تهمنا المنافسة الفرنسية ولا الأمريكية ولا أي بلد آخر. ما يهمنا هو تكافؤ فرص الاستثمار التي يحكمها القانون والشفافية لأننا واثقون من جودة العمل الذي تقدمه الشركات اليابانية. وإذا توفرت شروط العمل بالتأكيد ستكون لنا كلمتنا في السوق الجزائرية.
أين وصلت قضية شركة "كوجال" التي أوكل لها إنجازُ الشطر الشرقي لمشروع الطريق السيار؟ القضية حلت بأقل الأضرار لكلا الطرفين. كنا نود ألا تصل القضية الى هذا الحد. لكنّني أجزم بأنها اصبحت من الماضي ولن تؤثر على واقع الاستثمار الياباني في الجزائر.
انخرطت مؤخرا الحكومة في مجال تصنيع وتركيب السيارات في الجزائر والجزائريون ينتظرون العلامات اليابانية تصنع في بلدهم فهل من جديد في الموضع؟ صحيح، نحن مهتمون بقطاع تصنيع السيارات في الجزائر ونتابع عن كثب مختلف القوانين التي سنتها الحكومة الجزائرية. أؤكد لكم ان وفدين من شركتي طويوطا ونيسان قد حلا مؤخرا بالجزائر لمواصلة مسار المفاوضات من أجل التوصل الى اتفاق نهائي بخصوص انجاز مصنع لإنتاج مختلف العلامات اليابانية في الجزائر...
ومتى في رأيكم نرى المصانع اليابانية عمليا في الجزئر؟ حسب المعطيات الحالية لمسار المفاوضات فقد تكون مطلع سنة 2018 وحدتان لتركيب علامات طويوطا ونيسان في الجزائر.
هل جودة المنتجات اليابانية المتواجدة في بلدكم وفي أمريكا وأوروبا هي نفسها التي يتم تسويقها في الجزائر؟ نعم بالطبع فهذا الأمر بالنسبة لنا خط أحمر ولا نتلاعب بالسمعة اليابانية. أؤكد لكم أن المنتجات التي تسوق في امريكا او اوروبا هي نفسها التي تباع هنا في الجزائر أو أي بلد آخر.
كيف تقيِّمون الوضع الأمني في الجزائر وهل أثرت حادثة تيڤنتورين على واقع التعاون الأمني بين البلدين؟ وهل هناك عودة كلية للعمالة اليابانية إلى مصنع الغاز؟ هناك تنسيق وتعاون امني متين ومستمر بين البلدين وعلى أعلى المستويات، وهناك تطابق كلي لوجهات النظر خاصة في مجال مكافحة الإرهاب بالنظر للتجربة المهمة الي تمتلكها الجزائر في هذا المجال. أما فيما يخص حادثة تيڤنتورين الإرهابية فلم تؤثر على هذا التعاون الامني، بل العكس عززته أكثر خاصة أننا أمام ظاهرة اصبحت عالمية وعابرة للحدود..أما فيما يخص مصنع الغاز بالمنطقة فهناك عودة تدريجية للعمال اليابانيين خاصة أن ظروف العمل متوفرة ونحن نشكر الحكومة الجزائرية على كل ما تقوم به من تأمين وحماية للعمال الأجانب.
كم عدد الجالية الجزائرية في اليابان وهل هناك تسهيلات في منح التأشيرات؟ لا يوجد عدد كبير للجزائريين في اليابان إذ لا يتعدى ال 200 شخص. أما فيما خص التأشيرات فهي اجراءات عادية وليس هناك أي اجحاف أو تمييز في منحها.
الطلبة الجزائريون معجبون ومهتمون بالنظام التعليمي في بلدكم فهل هناك برنامج منح للدراسة في الجامعات اليابانية؟ هناك طلبة جزائريون في اليابان. والحكومة اليابانية لها برنامج خاصة بالمنح وأنصح وأشجع الطلبة الجزائريين على التسجيل في الجامعات اليابانية والاستفادة من المزايا ونوعية التكوين التي تضمنها جامعاتنا.
في الأخير، هنا في الجزائر يطلق اسم كوكب اليابان على بلدكم بالنظر لحجم التقدم التكنولوجي، فما سر هذه النهضة الاستثنائية؟ لا توجد وصفة سحرية ولا أي سر فقط نحن نعمل ونجتهد. المواطن الياباني مشهود له بالتفاني في العمل. حكومة بلدي تشجع التعليم وتعمل على توفير كل شروط النجاح.