الكويت تطلق صفارات الإنذار التجريبية وانهيار في البورصات الخليجية شكلت الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الحكومة على خلفية محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها في بيروت ، اتهمت لاحقا المخابرات الإيرانية بتدبيرها ، زيادة على سيطرة حزب الله على القرار السياسي في بلاده ، شرارة لأحداث جسيمة يشهدها الشرق الأوسط منذ ايام ويحذر الكثير من الخبراء أنها قد تكون تمهيدا لحرب إقليمية بين المحور السعودي المدعوم أمريكيا والمحور الإيراني المدعوم روسيا . ويعتبر سقوط الصاروخ الحوثي البالستي فوق العاصمة السعودية الرياض أخطر حدث أمني يهز المنطقة منذ حرب الخليج الثانية ، ما دفع الحكومة السعودية لتحذير لبنان رسميا واعتبار حكومته حكومة حرب لمشاركة حزب الله فيها ، وهو المتهم بالإشراف على إطلاق الصاروخ الحوثي من الأراضي اليمينية ، وقالت السعودية أيضا على لسان ولي عهدها أن الصاروخ مصدره إيران ولم يستعمل مثيل له من قبل وهو يشكل عدواناً عسكرياً ومباشراً من قبل النظام الإيراني، وقد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة. السعودية ردت على الصاروخ الحوثي بإعلان الحصار البري والجوي والبحري على اليمن ، وإطلاق مكافئات سخية لمن يدلي بمعلومات لاعتقال أو قتل القيادات الحوثية ، فيما ردت جماعة أنصار الله بتهديد للملاحة في البحر الأحمر الذي تمر منه 10 بالمئة من التجارة العالمية ، كما هددت صحف إيرانية قريبة من المرشد الأعلى باستهداف مدن إماراتية بصواريخ باليسيتية كالتي سقطت في الرياض . الغضب السعودي رافقه تأييد أمريكي غير مشروط جاء من الرئيس ترمب وأيضا وزارة الدفاع البنتاجون ، أين اعتبرا أن السعودية تفضح الدور التخريبي لإيران و عبرا عن موافقة المملكة في جهودها لتحييد الأخطار الإيرانية ، ويبدوا واضحا أن التغييرات غير المسبوقة التي حدثت في الرياض بالإطاحة بعشرات الأمراء والمسؤوليين غير المواليين لولي العهد محمد بن سلمان وهي إجراءات حظيت بمباركة أمريكية تدخل في إطار التحضير لما هو أكبر ويمس الوضع الاستراتيجي للمملكة وما يتطلب من تصفية المشاكل المحلية وتهيئة الجبهة الداخلية لوضع استثنائي . ومن الواضح أن المملكة تريد استغلال تواجد ترمب في الإدارة الأمريكية لتأديب إيران التي استغلت تردد إدارة سلفه أوباما في مد أذرعها العسكرية في لبنان وسوريا واليمن والعراق ، أين وقف الرئيس الأميركي السابق كصخرة صلبة أمام كل المحاولات الخليجية والإسرائيلية للتحذير من توسع النفوذ العسكري الإيراني وذهب أبعد من ذلك بإلغاء العقوبات الأميركية على إيران وتوقيع اتفاق نووي ، وهي سياسة يقف ترمب على النقيض منها تماما وقد عبر في أكثر عن نيته في إلغاء الاتفاق النووي والعودة إلى نظام العقوبات المشددة ضد طهران . ومن المؤشرات المهمة على ترقب أحداث أمنية خطيرة في الخليج ، قيام دولة الكويت التي تقع في فك كماشة بين إيران والسعودية بإطلاق صفارات الإنذار التجريبية في العاصمة ، كما تحدث أمير البلاد عن الوحدة الوطنية وضرورة تجنب الخطاب الطائفي ، خاصة أن الكويت تتواجد بها أقلية شيعية مهمة ما يعرضها لأخطار أمنية في حال تدهور الوضع بين السعودية وإيران ، كما عاشت أمس أغلب البورصات الخليجية يوما سيئا بتسجيل خسائر بملايير الدولارات مع قلق المستثمرين من الاضطرابات الأمنية والسياسية ، ولم تلتفت الأسواق إلى التحسن الملحوظ في أسعار البترول الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاديات الخليجية ، كما يرتبط هذا التحسن بقلق الأسواق الدولية من تأثر محتمل للإمدادات النفطية من الشرط الأوسط نتيجة تدهور الأوضاع الجيوسياسية .