أثارت قضية الأب الذي رفع دعوة ضد ابنه مشاعر الحاضرين بقاعة محكمة الشراقة، أول أمس، حيث قدم الأب شكوى ضد ابنه الذي قال إنه سبه وشتمه بعبارات بذيئة، كما تعدى عليه بالضرب، اثر مشاجرات عائلية حدثت منذ حوالي سنة. يعتبر عمار البالغ من العمر 35 سنة اصغر أبناء (مختار. ل)، والبالغ عددهم سبعة أبناء، والغريب في الأمر أن الوالد وخلال حديثه مع القاضي أصر على حضور زوجته لتشهد كونها الوحيدة التي حضرت الواقعة وسمعت الكلام الموجه إليه من طرف ابنه، وهو ما جعل الأم تشهد ضد ابنها لكن بعيون دامعة وكلمات قالتها بنبرة حسرة وألم. أجلت محكمة الشراقة أول أمس، النطق في الحكم، للأسبوع القادم، في قضية أثارت جدلا بمحكمة الشراقة، حيث، وعلى غير العادة، رفع أب قضية ضد ابنه متهما إياه بشتمه وسبه والتعدي عليه بالضرب، وعاد الأب في حديثه إلى الواقعة التي قال إنها سببت له أضرارا نفسية، فقد وصفه الابن بشتى أنواع الشتائم، الأمر الذي لم يتقبله، فقام بتقديم شكوى لدى مصالح الأمن. وطالبت محامية الدفاع عن الأب بمبلغ دينار رمزي كتعويض عن الضرر الذي تسبب به الابن، بينما طالب وكيل الجمهورية بسجن الابن لمدة عام. في مقابل ذلك، دافعت محامية عن الابن قائلة إنه قد تفانى منذ 10 سنوات في العمل من اجل بناء منزل يأوي أفراد العائلة، وقد استدان مبلغا ماليا من اجل ذلك، ولا يزال لحد الآن يعمل بمنطقة حاسي مسعود من أجل دفع ديونه، وقد تعرض في المقابل للطرد من قبل والده من المنزل الذي تعب من أجل تشييده. وأثار استدعاء الأم إلى منصة الشهادة، العديد من المشاعر، بعدما قالت بكلمات مؤثرة "ابني هو قرة عيني وأحبه كثيرا، لكنني بقيت عاجزة كيف أتصرف بينه وبين أبيه، فهو يشتمه ويهينه"، وعبرت بصراحة بعيون دامعة عن أنها لا ترغب في أن يسجن ابنها، ليقرر بعدها القاضي تأجيل النطق بالحكم في القضية.