أدانت صبيحة، أمس الاثنين، محكمة جنح عين الترك التابعة لمجلس قضاء وهران، 27 مهاجرا غير شرعي تتراوح أعمارهم بين 23 و34 سنة، بعقوبة الحبس غير النافذ لمدة 6 أشهر وفرض غرامة مالية ب20 الف دينار في حق كل واحد منهم لمتابعتهم بتهمتي الهجرة غير الشرعية ومحاولة مغادرة التراب الوطني بطريقة غير قانونية. وحسب مصادر قضائية، فإن هيئة المحكمة التي عالجت قضية الحال الأسبوع الماضي ونطقت بالأحكام أمس، كانت أصدرت مذكرة توقيف شخص يبلغ 41 سنة يدعى (أ.ه.ي) ينحدر من منطقة عين إبراهيم بولاية مستغانم، للاشتباه بتورطه في جريمة تسفير البشر الى السواحل الإسبانية. وتفيد المعطيات بأن هذا الأخير رفض المثول لاستدعاءات النيابة العامة قبل إحالة الملف على جلسة المحاكمة، مع العلم أن قوات حرس السواحل بوهران كانت أفشلت محاولة هجرة غير نظامية لهؤلاء الاشخاص الموقوفين بجزر "حبيباس"، كانوا على متن زورقين مطاطين، اذ انطلقت صفارات الإنذار لحراس السواحل التي كانت تقوم بجولة روتينية في إطار المراقبة، حيث رأت زورقين في عرض البحر في حدود الساعة الثالثة صباحا، ما دفع الوحدة العائمة 102 لذات المصالح، الى التنقل إلى عين المكان ومحاصرة الزورقين وركابهما الذين ينحدرون من ولايات وهران، مستغانم والشلف، وتم تسليمهم لمصالح الدرك التي حولتهم إلى مقر الفرقة ببلدية العنصر للتحقيق معهم، معترفين بأنهم كانوا ينوون مغادرة الإقليم باتجاه الضفة الأخرى وجهزوا لرحلتهم كل الوسائل لضمان نجاح مخططهم، وسلموا مبالغ مالية معتبرة تجاوزت 10 ملايين للشخص الواحد، مصاريف الرحلة التي تم إجهاضها على بعد أميال من المياه الإقليمية الوطنية. وتأتي جلسة محاكمة هذا العدد من الحراقة، في وقت تواصل فيه القوات البحرية على امتداد سواحل ولاية مستغانم على الحدود مع الشريط الساحلي لولاية وهران، رحلة البحث عن أربعة شبان لا تتعدى أعمارهم 22 عاما، يشتبه في ضياعهم في عرض البحر، حسب تسريبات استقتها "البلاد" من مصادر حقوقية. ويؤكد المصدر أن المهاجرين المختفين، كانوا انطلقوا من شاطئ الكاف الأصفر شرق مستغانم، نحو سواحل قرطاجنة بإقليم مورسيا جنوب شرق إسبانيا. وتشير المعلومات الى ان القارب الذي كان على متنه 10 أشخاص يكون قد أوقفته مصالح الحرس المدني الإسباني قبل بلوغ سواحل مورسيا ذات الحكم الذاتي، فيما يجري الحديث عن اختفاء أربعة شبان، يجهل لحد الآن مصيرهم. موازاة مع تكذيب عائلات في سيدي لخضر تلقيها مكالمات عن وصول ابنائها الى اسبانيا بسلام، ما يعزز فرضية فقدانهم في عرض البحر في انتظار تأكيد نتائج البحث المستمرة من قبل القوات البحرية. الى ذلك، تفيد أرقام حقوقية بأنه ما لا يقل عن 274 مهاجرا بينهم ما يزيد على 61 قاصرا أبحروا سرا من سواحل غرب الوطن في الأشهر الثلاثة الماضية، تم اعتراض رحلاتهم السرية من قبل حراس السواحل الإسباني وإيداعهم مراكز احتجاز المهاجرين غير النظاميين في مورسيا، فالانسيا وطريفة، بينما عجزت كامل الهيئات الحقوقية والجمعيات التي تشتغل في مجال محاربة الهجرة غير النظامية، عن توفير أرقام رسمية عن عدد المهاجرين الذين نجحوا في تخطي الحواجز الأمنية الإسبانية، في ظل تزايد رهيب وغير مسبوق للحراڤة على سواحل غرب الجزائر، بحثا عن فرص الهجرة الى سواحل الضفة الأخرى من المتوسط.