أعلن الاتحاد الإفريقي في وقت متأخر من ليلة أول أمس أن زعماء جنوب إفريقيا وأوغندا وموريتانيا والكونغو ومالي سيشكلون لجنة تحل بليبيا قريبا للمساعدة في إنهاء ''العنف''، مضيفا أنه جرى تشكيل اللجنة الخاصة للتواصل مع كل الأطراف في ليبيا وتسهيل إجراء حوار شامل بينها جميعا والتواصل مع أعضاء الاتحاد الإفريقي من أجل التوصل لحل سريع للأزمة. وفي اجتماع لرؤساء الدول الإفريقية نهاية الأسبوع، قال رمضان العمامرة مفوض لجنة السلم والأمن التابعة للاتحاد الإفريقي، إن الأحداث في ليبيا بحاجة إلى ''تحرك إفريقي عاجل'' لإنهاء المعارك، رافضا أي تدخل عسكري أجنبي أو فرض الحظر الجوي. وفي تطورات الوضع ميدانيا، تعهد ثوار ليبيا أمس باستعادة مدينة راس لانوف من أيدي الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي التي باتت تسيطر على المنطقة النفطية والأحياء السكينة للمدينة فيما تشهد مدينة الزاوية الغربية معارك كر وفر بين الثوار والكتائب الأمنية. وقال اللواء عبد الفتاح يونس الذي كان وزيرا للداخلية والتحق بالثوار إن الثوار يتعهدون بالعودة اليوم إلى مدينة راس لانوف الساحلية التي كانت واحدة من مدن شرق البلاد التي أصبحت بأيدي الثوار منذ اندلاع الثورة الشعبية في 17 فيفري الماضي. وفي أعقاب اشتباكات استمرت عدة أيام أصبحت قوات القذافي تسيطر على ميناء السدرة والأحياء السكنية براس لانوف وأجبرت الثوار على التراجع بعد أن هاجمتهم عبر البحر والبر بمساعدة السلاح الجوي. وأفادت التقارير أن الثوار تراجعوا إلى البوابة الغربية لمنطقة العقيلة التي تبعد ستين كيلومترا شرق راس لانوف، وذلك خوفا من إنزال بحري تقوم به كتائب القذافي في منطقة العقيلة بهدف حصار الثوار وأفراد الجيش الوطني. وفي السياق ذاته، أفاد شهود عيان أن طائرة حربية شنت غارة على بلدة العقيلة، في حين أكد متحدث باسم الثوار شن غارة جوية على مدينة البريقة، وهي من بين مدن الشرق الليبي التي يسيطر عليها الثوار. وأسفر القتال في راس لانوف عن سقوط ستة قتلى وأكثر من خمسين جريحا في صفوف الثوار، فيما استمر نزوح السكان المدنيين من المناطق القريبة من ساحات القتال باتجاه الشرق. وفي بعض تفاصيل مواجهات أول أمس، تعرضت مصفاة النفط الرئيسة للقصف مما أدى لإصابة أكبر خزان في المصفاة المغلقة، لكن كتائب القذافي نفت قيامها باستهداف مصفاة النفط. من ناحية أخرى، لا يزال الحصار محكما على مدينة الزاوية، حيث عرض التلفزيون الليبي مشاهد لما قال إنه مظاهرة تأييد للقذافي في المدينة التي تعرضت في وقت سابق لقصف عنيف انتهى بتوغل قوات القذافي إلى داخل المدينة حيث قامت بنبش قبور قتلى الثوار وأسرت عددا من جرحاهم، كما استولت على ذخائر بحوزتهم.