تطرق إطارات من قطاع البناء والتعمير بباتنة في نقاش مع والي الولاية الأسبوع المنصرم، إلى المشاكل التي تعترض القطاع من عراقيل تمس تنفيذ البرنامج الخماسي الجاري، وقد جددت الولاية عزمها على محاربة مد البناءات الفوضوية عبر كثير من الأحياء والتجمعات السكنية الجديدة التي تقع على أطراف واستغلال الأوعية العقارية لتنفيذ المشاريع العمرانية. حيث بلغ عدد السكنات الفوضوية أزيد من 5 آلاف سكن عبر 47 بلدية بالولاية، وقد أثار الشروع في مخطط تنفيذ قرارات هدم البناء الفوضوي بعاصمة الولاية خلال الأشهر الثلاثة الماضية. جملة من الاحتجاجات من طرف أصحاب هذه السكنات الذين اعترضوا طريق الجرافات ودخلوا في مشادات مع رجال الأمن المؤطرين للعملية، فيما تساءل مختصون في المنازعات العقارية عن دور الرقابة والشرطة العمرانية في إيقاف زحف هذا النوع من البناء خصوصا أن هناك منازل بلغت الطابق الثاني ولا يملك أصحابها وثائق قانونية تثبت امتلاكهم للأراضي، وتعاني الولاية من اختناق في النسيج العمراني وعجز واضح على إيجاد الأماكن الشاغرة لإنشاء المرافق العامة وأسهم هذا الوضع في بلوغ أسعار العقار مستويات قياسية بباتنة دون غيرها من الولايات، وقد اجتمعت السلطات الولائية بباتنة مؤخرا مع عدد من رؤساء البلديات ومدراء بعض القطاعات لمناقشة مشروع مراجعة المخطط التوجيهي للتنمية والتعمير الذي يمس عددا من البلديات ذات خصوصية الالتحام العمراني مع عاصمة الولاية مثل تازولت، فسديس، عيون العصافير ووادي الشعبة. والتي يخطط لأن تكون قطبا عمرانيا واحدا مع مدينة باتنة، وقد تم التطرق في الاجتماع الذي شهد عرضا تقنيا للمشروع من طرف مكتب للدراسات إلى أهم المشاكل التي تعاني منها البلديات على صعيد العمران والري والصرف الصحي مع التحديد التقني للقطاعات المعمرة بالولاية والقطاعات القابلة للتعمير والقطاعات غير القابلة للتعمير كالمناطق الإيكولوجية والمناطق التاريخية، وقد كان تشبع الأنسجة العمرانية وعدم قدرتها على استيعاب مشاريع الدولة من أبرز المشاكل التي تلقي بظلالها على عاصمة الولاية تحديدا وعدد من كبريات الدوائر بشكل أصبح يستدعي حلولا عاجلة، حيث تعرض رئيس بلدية باتنة إلى ضرورة إيجاد موقع أكثر ملاءمة للمنطقة العسكرية المتمثلة في عدد من الثكنات ومقر لمجموعة الدرك تقع كلها في وسط المدينة. كما أن استغلال الجيوب العقارية في المشاريع السكنية بالمنطقة الشمالية للمدينة أصبح يحاصر مقبرة بوزوران ويمنع ضم مساحات إضافية إليها على المدى القريب ما يحتم إيجاد موقع مغاير لاستغلاله كمقبرة.