دعوة لإنشاء هيئة وطنية للحفاظ على الذاكرة تم، أمس، تكريم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة ذكرى مجازر 8 ماي 1945، استلم التكريم نيابة عنه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس. أكد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس على هامش الحفل التكريمي، الذي نظمته جمعية 8 ماي 1945 بقصر الثقافة مفدي زكرياء، أن مجازر 8 ماي بالرغم من كونها مأساة حقيقية وقعت في حق المناضلين الجزائريين خلال خروجهم في مظاهرات سلمية تدعو إلى التمسك بالسيادة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم إلا أنها الشرارة التي أضاءت الطريق نحو ثورة نوفمبر 1954. وأشار ولد عباس في ذات السياق إلى أن الجزائر ستستمر في مطالبة فرنسا باسترجاع عشرات الآلاف من الأرشيف الذي يتواجد حاليا في المدن الفرنسية، موضحا أنها رفضت تسليمه للجزائر نظرا لما يتضمنه من أسرار تثبت الجرائم البشعة التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي إبان الثورة وقبلها. من جهته طالب رئيس جمعية 8 ماي 1945 عبد الحميد سلاقجي بضرورة إنشاء هيئة وطنية مستقلة تابعة لرئاسة الجمهورية للحفاظ على الذاكرة، مشيرا إلى أهميتها بالنسبة لأبناء وجيل المستقبل للاطلاع على التاريخ الحقيقي لبلدهم، حيث من المفروض أن تشارك في تأسيس هذه اللجنة الوطنية جميع القطاعات لاسيما التربية والتعليم. كما حمل سلاقجي فرنسا مسؤولية الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري، موضحا أن الحكومة الجديدة التي سيعينها الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون مطالبة بالاعتراف بها نظرا لحاجتها لبناء وخلق علاقات متينة تحقق الربح للبلدين خاصة على الصعيد الاقتصادي. وكشف عن ملف يتضمن 10 أجزاء يتم المطالبة فيه بضرورة استرجاع الجزائر لحقوقها من أموال وجماجم الشهداء الجزائريين المحفوظة في المتحف الفرنسي، بالإضافة إلى 80 ألف طن من الأرشيف الذي أخذته فرنسا قبل الثورة التحريرية، مشيرا إلى أن مظاهرات 8 ماي 1945 تم التحضير لها مسبقا وكانت معركة وطنية عرفت صعوبات كثيرة بسبب ربط الاتصالات أنذاك بين مختلف الولايات والمناطق للخروج في مسيرة سلمية شارك فيها الجميع ولم تقع المجازر في سطيف فقط وإنما كانت على مستوى كامل ولايات الوطن. كما أجمع المجاهدون المكرمون على الدور الذي لعبته مظاهرات 8 ماي 1945 كونها مهدت الطريق لثورة نوفمبر التي شارك فيها جميع المناضلين الجزائريين رجالا ونساء الذين لم يستسلموا لتهديدات الاستعمار الفرنسي بل قدموا تضحيات جبارة من أجل الاستقلال والتحرر غير مبالين برصاصات الجيش الفرنسي. وبالمناسبة قامت جمعية 8 ماي 1945 بالتنسيق مع مؤسسة نوميديا ايفانت بتكريم كل من رئيس أركان الجيش الوطني أحمد قايد الصالح والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس وكذا المجاهد الذي كان من بين المحكوم عليهم بالإعدام صالح قوجيل، بالإضافة إلى مجاهدين آخرين.