خرجت أمس مظاهرات في الجزائر العاصمة وعدة ولايات تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها. وشارك الآلاف في مسيرات ووقفات احتجاجية نظمت عقب صلاة الجمعة وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذّت خصيصا للسيطرة على سيرورة الاحتجاحات في "جمعة الغضب". وندد المشاركون بقرار ترامب، ورفعوا لافتات كتب عليها "القدس عربية. . تسقط إسرائيل. . تسقط أمريكا". وأكد المتظاهرون الغاضبون أن القدس ستبقى مدينة عربية إسلامية، وهي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية. وفي الجزائر العاصمة اختار متظاهرون السير ضمن موكب سيارات مشكل من حوالي 100 مركبة وجاب الموكب شوارع العاصمة من باب الواد، ساحة الشهداء نحو ساحة أول ماي، حيث رفع المواطنون الأعلام الجزائريةوالفلسطينية وراية حركة المقاومة الإسلامية حماس، إلى جانب لافتات كتب عليها "الموت لإسرائيل"، و«القدس عربية إسلامية"، فضلا عن ترديد هتافات منددة بالولايات المتحدة وإسرائيل. في حين شهدت بعض الإقامات الجامعية في باب الزوار وبن عكنون تنظيم مسيرات داخل الأحياء الجامعية ووقفات نصرة للأقصى والتنديد بالقرار الصادم لترامب. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن اعتقالات في صفوف مشاركين في المظاهرات التي جرت وسط انتشار أمني لافت، حيث طوقت مصالح الشرطة الساحات الرئيسية تحسبا لهذه التطورات. وفي ولاية عنابة خرج المئات في المسيرة التي جابت ساحة الثورة والشوارع والساحات الرئيسية وشهدت إحراق الأعلام الأمريكية والإسرائيلية. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وبعض رايات الفصائل ولافتات كتب عليها "القدس عاصمتنا الأبدية" و«إلى ترامب القدس خط أحمر"، و«سنحمي القدس بأرواحنا وأجسادنا". ودعا إطارات من أحزاب إسلامية شاركت في وقفة احتجاجية بالمناسبة أمام مقر المسرح الجهوي عز الدين مجوبي لتحرك دبلوماسي جزائري، بالتنسيق مع البلدان العربية والاسلامية الفاعلة لبلورة موقف مشرف نصرة للمدينة المقدسة كما دعوا منظمة التحرير الفلسطينية إلى سحب اعترافها بإسرائيل ووقف أي تطبيع عربي أوإسلامي معها. ووصف المشاركون في الوقفة قرار ترمب بأنه إعلان حرب على الفلسطينيين، مؤكدين أن هذه التطورات تستدعي تحركا عربيا وإسلاميا. وفي خنشلة خرجت مظاهرات أخرى رفع خلالها المتظاهرون لافتات منددة بالقرار. كما نظم مناضلون في حزبي حمس وجبهة العدالة والتنمية وقفات أمام بعض المساجد للاحتجاج على خطوة الرئيس ترامب. وفي الأغواط تدفق المئات نحو ساحة المقاومة الشعبية ، في وقفة سلمية حاشدة، حيث رددوا هتافات مناهضة للقرار الأمريكي، ورفعوا لافتات عليها عبارات من قبيل "الحرية للقدس والحرية لفلسطين"، و«القدس لم تكن يوما تابعة لإسرائيل". أما في ولاية المسيلة، فشهد المسجد الكبير بوسط المدينة تجمعا لمئات المواطنين للتضامن مع فلسطين. وكذلك الشأن في البويرة ومعسكر، وفي أقصى الجنوب بمدينة تيميمون في أدرار. وبولاية ورڤلة فقد تم توحيد خطبة الجمعة حول القدس الشريف. وأجمع الأئمة على أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس معناه اعتراف رسمى بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وذكر أحد الخطباء في هذا الشأن "ما أشبه وعد بلفور بوعد ترامب فكلاهما إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق، فما كانت فلسطين العربية ملك للبريطانيين ورثوه عن آبائهم وأجدادهم حتى يعلنون أن فلسطين أرض لليهود، ولا كانت القدس إرث للأمريكان ولا من ممتلكات ترامب الخاصة حتى يقرر أن ينشأ عليها سفارة لبلاده".