بلغة الواثق من نفسه تكهن أمس مرشح حركة الإصلاح الوطني للرئاسيات، الدكتور محمد جهيد يونسي، بنتائج الانتخابات المزمع إجراؤها يوم غد الخميس، حيث قال إنه ''سيكون مفاجأتها غير المتوقعة'' إذا ما جرت الأمور في مسارها الطبيعي، ذاكرا أنه سيلقى التفافا شعبيا بارزا خلال عملية التصويت التي انطلقت قبل يومين في عدد من مكاتب الجالية الجزائرية بالخارج وسكان البدو الرحل الموزعين داخل عمق المناطق الصحراوية النائية. وبدا يونسي متيقنا من أن نتائج الانتخابات لا يمكن حسمها في الدور الأول، مؤكدا أن جميع المؤشرات المرافقة لسير الحملة تشير بقوة إلى ذهاب المعركة الرئاسية نحو دور ثانٍ سيُحسم فيه الصراع لصالح المرشح الأكثر إقناعا للقاعدة الشعبية على حد تعبير المتحدث، مبرزا استحالة حصول أي من المرشحين الستة على نسبة تجاوز النصف زائد واحد من تعداد أصوات الناخبين في الدور الأول، خاصة إذا شاركت من وصفها ''كتلة الناخبين الغاضبين'' التي ستقلب حسبه جميع التوقعات والتكهنات القائمة بخصوص حسم النتائج النهائية لصالح المرشح بوتفليقة الذي تشير جميع تنبؤات واستطلاعات الرأي إلى أنه سيخلف نفسه على عرش المرادية بالأغلبية الساحقة من أصوات الهيئة الناخبة المقدر عددها بأكثر من 20 مليون مواطن جزائري. وتوقع المرشح جهيد يونسي أن ذهاب التنافس الرئاسي نحو دور ثانٍ سيجلب نسبة مشاركة قياسية في هذه الانتخابات لم تشهدها الجزائر المستقلة في تاريخها، لافتا إلى مؤشر الثقة والمصداقية التي ستطبع عملية التصويت قائلا: ''إذا سارت هذه الانتخابات في جو من النزاهة والشفافية المتعارف عليها لدى الأنظمة الديمقراطية، ولم يجر تلاعب في صناديق الاقتراع ومحاضر الفرز، حينئذ سيكون التوجه نحو الدور الثاني حتميا''. من جهة ثانية، انتقد يونسي بشدة الحديث الجاري حاليا داخل أروقة هيئة محمد تقية بخصوص أموال ومستحقات المراقبين لسير عملية الاقتراع، وحمّل السلطة كامل المسؤولية في تحويل المواعيد الانتخابية إلى فرص لتوزيع الريع، معتبرا هذا التصرف جاء لكسر الحياة السياسية بقتل الفعل النضالي والتطوعي داخل صفوف المناضلين. فيما نفى قدرة حزبه على تغطية الخمسين ألف مكتب اقتراع الموزع عبر الوطن، داعيا في هذا السياق المواطنين إلى حماية أصواتهم من عمليات التزوير التي قد تحصل على مستوى مراكز الانتخاب، على حد تعبير