دعا الأمير الوطني للتنظيم الإرهابي، لما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أبو مصعب عبد الودود، واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، الجزائريين لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم غد التاسع من شهر أفريل، وتهجم دروكدال في تسجيل صوتي بثته بعض المواقع الالكترونية يعد الثاني في غضون يومين، بعد البيان الذي وجهه أول أمس محذرا الجزائريين من الذهاب إلى مكاتب الاقتراع، على القياديين السابقين ومؤسسي الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بعد أن أعلنوا دعمهم الشامل لمسعى السلم والمصالحة الوطنية، واصفا إياهم بالمنهزمين. وحاول أمير التنظيم الإرهابي تبرير تطليق العمل المسلح من قبل مؤسسيه، ذاكرا في سياق حديثه حسان حطاب المكنى أبو حمزة، الأمير السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال، الذي وصفه بالخائن، حيث قال: ''ما يصاحب هذه الحملة من تراجعات الخائن حطاب ومن معه، ما هو إلا محاولة أخيرة فاشلة لإنعاش ميثاق السلم والمصالحة''، وهو ما يعتبر اعترافا بنجاح هذا المسعى الذي دعا إليه الرئيس بوتفليقة والتف حوله الجزائريون، والعناصر السابقة في التنظيم الإرهابي، واعتبر دروكدال الذي بدا ساخطا في خطابه على تخلي عناصره عنه، تخلى عدد كبير من العناصر الإرهابية عن النشاط المسلح، ''مجرد شذرات من تراجعات المنهزمين''، واصفا من التحقوا بالميثاق بالمتخاذلين. ويرى متتبعون للشأن الأمني أن هذه الدعوة وعلى الرغم من أنها جاءت في سياق الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها يوم غد، والتي تقدم إليها ستة مرشحين، المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة، مرشحة حزب العمال لويزة حنون، مرشح حركة الإصلاح جهيد يونسي، مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، مرشح حزب عهد 54 فوزي رباعين، والمرشح المستقل محمد السعيد، إلا أنها موجهة بشكل أكبر إلى التائبين الذين أكدوا مساندتهم لمسعى السلم والمصالحة الوطنية، ودعوا إلى ضرورة التصويت والتوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع لتفويت الفرصة على أعداء الجزائر، وحسب ما يراه خبراء الشأن الأمني، فإن تصريحات قادة ومؤسسي العمل المسلح بالجزائر الداعية صراحة إلى ضرورة تطليق العمل المسلح، لعدم جدواه بأرض المسلمين، خاصة وأنهم كانوا من مؤسسيه، أخلطت أوراق دروكدال، وفتحت عليه جبهات معارضة بالتنظيم، خلقت انشقاقات في صفوف عناصره الإرهابية، خاصة منها العناصر الرافضة للمنهج المتبع من قبل ''القاعدة'' والذي خرج عن نهجه السلفي واعتمد منهج الخوارج بتقتيل الأبرياء العزل، ويقول الخبراء، أن تأثير هذه القيادات على أفكار رفاق الأمس خلق تململا في التنظيم، وساهم بشكل كبير في إضعاف شوكته، خاصة وأن أغلب الملتحقين بالتنظيم الإرهابي أوهموا بالجهاد في العراق والدول الإسلامية المستعمرة، غير أنهم وبعد التحاقهم بالتنظيم وجدوا أنفسهم محاصرين من قبل أمرائهم، ولم يجدوا سبيلا لتطليق العمل الإرهابي بسبب الحراسة المضروبة عليهم وتهديدات التصفية ضد كل من يتضح أنه يسعى لتسليم نفسه لمصالح الأمن، لتأتي دعوة رفاق الأمس ممن سبقوهم المتعلقة بضرورة تطليق العمل الإرهابي، والالتحاق بميثاق السلم والمصالحة الوطنية قبل انتهاء آجاله، لتعيدهم إلى صوابهم، حيث ثبت أن عددا كبيرا من العناصر الإرهابية طلقت العمل الإرهابي بعد الدعوات التي وجهها عملاء الأمة الإسلامية، وبعدها دعوات من سبقوهم في النشاط المسلح، وعلى رأسهم الأمير السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال حسان حطاب.