حسبلاوي" يطمئن" المقيمين حول تحفيزات الخدمة المدنية أعلن وزير الصحة حسبلاوي مختار عن قرب صدور مرسوم وزاري يقنن عمل الأطباء الأخصائيين في المؤسسات الاستشفائية الخاصة، بالموازاة مع نشاطهم في قطاع الصحة العمومية مؤكد ان هذا الإجراء يندرج ضمن جملة الترتيبات التي قررت الوزارة تبنيها كحلول تحفيزية في ملف الخدمة المدنية محل نزاع مع الأطباء المقيمين. و قال الوزير في لقاء بثه التلفزيون العمومي إن الخدمة المدنية مكسب عظيم للمنظومة الصحية الوطنية بكل أطرافها، لأنه يضمن التغطية الصحية عبر التراب الوطني في كافة التخصصات، غير أنه اعترف بوجود اختلالات كبيرة جعلت الخدمة المدنية محل انتقاد و رفض من الأطباء على مدار السنوات الماضية، مضيفا أن مصالحه تعمل على حصر و تدارك النقائص المسجلة في سياق مراجعة عامة للشبكة الصحية الوطنية. و بالعودة الى مطالب الاطباء المقيمين المضربين منذ ازيد من شهرين، وجّه وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مختار حسبلاوي، رسالة تطمينية إلى الأطباء ، مؤكدا أن أبواب الحوار ستبقى مفتوحة أمامهم كما اعطى الوزير تعليمات لمديري الصحة في الولايات الداخلية ومناطق الجنوب بوضع كامل مستلزمات العمل الضرورية تحت تصرف الاطباء الاخصائيين عند التحاقهم بالخدمة المدنية. و دعا ولاة الجمهورية إلى تحمل مسؤوليتهم في توفير السكن الوظيفي للاطباء في اماكن تواجدهم حفاظا على عنصر التجمع العائلي للاطباء الذين غالبا ما يضطرون الى التنقل بمفردهم للعمل في ولايات بعيدة عن مناطقهم الاصلية في اطار الخدمة المدنية التيتتراوح مدتها من سنة الى 4 سنوات. في السياق نفسه، اضاف حسبلاوي أنه باشر مشاورات مع وزير التعليم العالي من اجل دراسة إمكانية إعادة تنظيم امتحانات نهاية التخصص التي انطلقت بداية الاسبوع الجاري و قاطعها الاطباء المقيمين باعتبارها آخر مرحلة تسبق الالتحاق بالخدمة المدنية المقررة بالنسبة للدفعة 2018 في افريل القادم. و تواصل امس إضراب الاطباء المقيمين والممرضين مع تسجيل التحاق الاساتذة الاستشفائئين الذين توقفوا عن العمل لمدة يوم واحد تضامنا مع الاطباء المقيمين وشهد مستشفى مصطفى باشا تجمعا للفئات الثلاثة في ساحة المستشفى بالاضافة و انضم اليهم الاطباء الخارجيون بصفة مشاركة تضامنية مع زملائهم وكونهم معنيين بالخدمة المدنية مستقبلا. وخرج صباح أمس بوهران الأطباء المقيمون قادمون من مختلف ولايات الوطن في مسيرة حاشدة، بمشاركة ازيد من 10 آلاف طبيب جابوا من خلالها الشوارع الرئيسية للمدينة انطلاقا من المستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب، وصولا إلى مقر الولاية، حيث حمل أصحاب المآزر البيضاء لافتات دونوا عليها مطالبهم الرئيسية المرتبطة اساسا بالخدمات الاجتماعية والخدمة الوطنية و الخدمة المدنية و التكوين. وقد دخل الأطباء المقيمون في إضراب مفتوح، موازاة مع وقفتهم الاحتجاجية الوطنية بوهران هذا الأسبوع تنديدا بتعرض زملائهم ل "العنف" خلال محاولتهم الخروج للشارع في مسيرة سلمية الأربعاء الماضي، بالعاصمة وقد تسببت المسيرة التي جابت أنحاء المدينة في عرقلة حركة السير، مما زاد في تذمر واستياء المواطنين الذين وجدوا صعوبات في الوصول إلى وجهاتهم، لا سيما العمال والمتمدرسون، حيث انقسمت آراء المواطنين بين مؤيد ومعارض للمسيرة التي لم تعد سوى بالسلب على المرضى وعائلاتهم في الوقت الذي يشهد فيه قطاع الصحة لاسيما بعاصمة الغرب الجزائري تقهقرا وتدنيا كبيرين لمستوى الخدمات الطبية، ففي الوقت الذي يطالب فيه الأطباء بتحسين ظروفهم المهنية، رفع المواطنون مطالب بضرورة إعادة الاعتبار لقطاع الصحة والكف عن سياسة الإهمال والتسيب، حيث لا ترقى الخدمات المقدمة لمستوى التطلعات رغم الأموال الطائلة التي استنزفها القطاع، لا سيما أمام انتشار العيادات الخاصة وازدواجية المهنة لعدد من الأطباء والبروفيسورات الذين يزاولون نشاطهم بالعيادات الخاصة على حساب عملهم في المستشفيات العمومية.