من المقرر أن تفتح محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء بالجزائر العاصمة، قريبا، ملف 29 عنصر دعم وإسناد للجماعات الإرهابية منضوين تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال بناحيتي القبة ومفتاح، تورطوا في اغتيال شرطي مرور بحي البدر في بلدية القبة ومحاولة اغتيال آخر عام 2015، فضلا عن ارتكابهم جرائم سرقة موصوفة وخلق جو من انعدام الأمن واعتداء على الأشخاص والممتلكات. وتم توقيف المتهمين في خضم التحقيق في واقعة اغتيال (ع.ل) وهو شرطي مرور أثناء مزاولته مهامه بحي البدر بالقبة بتاريخ 15 نوفمبر 2015، حيث تمكنت مصالح الأمن من التعرف على سيارة الأجرة التي استعان بها المعتدون، ما مكن من تحديد هوية صاحبها الذي قدم ملامح عن المشتبه فيهم وتوقيف المدعو (ب.ح) وهو مسبوق قضائيا سبق أن تورط في قضية إرهابية واستنفد عقوبته عام 1999، وتعرف خلال محكوميته بإرهابي يدعى (خ.ف) الذي ورد من خلال تصريحات المتهم الرئيسي أنه هو من عرض عليه الاستمرار في دعم الجماعات الإرهابية وتموينها بالمؤونة والألبسة والأدوية والمعدات الطبية، ليتولى نقل الطلبيات إلى منطقة زيان بمدينة مفتاح بولاية البليدة. كما أفاد المتهم خلال استجوابه بأن الإرهابي ذاته طلب منه نقل كل من (ش.يزيد) و«ملاح" و«بحوري" إلى المعاقل الإرهابية، وظل ينشط كعنصر دعم وإسناد إلى غاية أكتوبر من عام 2015، مؤكد أن الإرهابي خطط لاغتيال عدد من رجال الأمن وكلف لأجل ذلك كلا من (ب.ح) و(م.م) بالترصد للعناصر المستهدفة بينهم شرطيان يعملان في تنظيم حركة المرور بحي البدر، وذلك بعد جمع المعلومات عنهما بالترصد لهما بحي لابروفال ليتولى كل واحد دوره في المراقبة وتعقبهما بالطريق المؤدي لحي الحياة بجسر قسنطينة، قبل أن يتم توقيف سائق أجرة وإرغامه على التخلي عن سيارته التي تم على متنها الاعتداء على الشرطي المغتال، فيما نجا الشرطي الثاني بأعجوبة بعد نفاد الذخيرة من مسدس المعتدي. وفر المتورطان إلى وهران ثم عادا إلى العاصمة حيث ألقي القبض عليهما. واستمرارا للتحريات تم توقيف باقي عناصر هذه العصابة وجلهم من عناصر الدعم والإسناد للجماعات الإرهابية المنضوية تحت إمارة الجماعة السفلية للدعوة والقتال الناشطة بأحياء بالقبة ومفتاح. وبعد التحقيق مع المتهمين نسبت لهم جناية تكوين جماعة أشرار و السرقة الموصوفة والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة القتل العمدي وجناية الانخراط في جماعات إرهابية مسلحة تعمل على بث الرعب في أوساط السكان وخلق جو انعدام الأمن من خلال الاعتداء المعنوي على الأشخاص وتعريض ممتلكاتهم للخطر، في انتظار ما ستحمله مجريات محاكمتهم لاحقا.