يعقد هذا السبت الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس اجتماعا مع محافظي الحزب وأمناء اللجان الانتقالية لمناقشة الوضعية النظامية لهياكل الحزب في الولايات، وجرد الممتلكات ومراجعة سجلات الانخراط. وإن كان اللقاء يحمل طابعا تنظيميا وستطرح فيها قضايا، كالوضعية النظامية لهياكل الحزب وتمرد بعض قيادي الحزب وإحالتهم على لجنة الانضباط، ومسألة تأجيل دورة اللجنة المركزية، إلا أنه يعكس خطة ولد عباس من أجل احتواء حالة الغليان التي يعيشها الحزب قبل انعقاد دورة اللجنة المركزية وتحييد خصومه، لاسيما بعد القرارات الأخيرة التي اتخذها الأمين العام في حق عدد من قيادات الحزب الذين تمت إحالتهم على لجنة الانضباط، وطريقته في التسيير حيث اتهم بإقصاء من يخالفه الرأي والانفراد باتخاذ القرارات. لكن خليفة عمار سعداني ينوي اليوم توظيف اللقاء لافتكاك تزكية تكفل له المرور إلى المؤتمر القادم، بينما يعمل خصومه على قطع الطريق عليه قبل الانتخابات الرئاسية القادمة. ومن المنتظر أن يرد اليوم ولد عباس على منتقديه خاصة أولئك المطالبين برحيله بعد قرار إحالتهم على لجنة الانضباط بعدما التزم الصمت في آخر لقاء له بمدرسة عين البنيان واكتفى بالقول "أقول لهؤلاء صم بكم عمي"حيث سيستغل الأمين العام للحزب العتيد فرصة لقائه مع أمناء الحزب والمحافظين ورؤساء اللجان الانتقالية للدفاع عن إنجازاته وحصيلة الحزب الأدبية والمالية وطريقة تسييره بعدما طالتها اتهامات بالخروج عن القانون في تسيير شؤون وأموال الحزب، فضلا عن شكوك حول ما يجري داخل الحزب بعد تجميد عمل لجنة الانضباط التي أوقفت أشغالها عقب الضجة الأخيرة التي حدثت مع إحالة السيناتور بن زعيم عليها، وتأجيل دورة اللجنة المركزية للحزب بعدما كانت مقررة في هذا الاسبوع. هذه المعطيات التي فتحت جبهة مناوئة للأمين العام جمال ولد عباس على الرغم من ان هذا الأخير فضل التزام الصمت والتعاطي مع هذه التحركات ببرودة فسرها البعض على أنها تخوف على مصيره خلال دورة اللجنة المركزية التي ينتظر أن يحدد موعدها في الاجتماع المقرر هذا الأسبوع بين أعضاء المكتب السياسي.