الأولياء مدعوون لتطعيم أبنائهم لحمايتهم من العدوى دعت وزارة الصحة، المواطنين، إلى المشاركة في حملة التطعيم ضد الحصبة والحصبة الالمانية، التي ستباشرها خلال العطلة الربيعية على مستوى ولايات الجنوب التي تعرف انتشارا للوباء تزامنا مع إعلان وزير الصحة مختار حسبلاوي، عن مشروع جديد لتسهيل نقل المرضى في المناطق الجنوبية، بالنظر لمساحتها الشاسعة، إضافة إلى تعزيز عمل الفرق الطبية المتنقلة التي تعمل بالمناطق النائية والمعزولة، بهدف ضمان تكفل صحي أفضل بسكان الجنوب. وجاءت تصريحات حسبلاوي، أمس ، بمجلس الأمة، ردا على اسئلة السيناتورات، على خلفية الانتشار الواسع لوباء البوحمرون في ولايات الجنوب واستمرار توسع رقعة هذا الداء ليشمل 13 ولاية، رغم مسارعة الوزارة إلى تكثيف حملات التلقيح وتشكيل خلايا يقظة في المناطق المهددة بعد ارتفاع حالات الإصابة ووصولها إلى ازيد من 3 آلاف مصاب اغلبها في جنوب الوطن، مع تسجيل 6 وفيات، مما يطرح عدة تساؤلات حول نوعية التدابير المتخذة لحد الآن من اجل التكفل الصحي بسكان المناطق النائية بولايات الجنوب ودور المصالح المختصة في تقريب الخدمات الصحية من المواطن على غرار إنشاء مؤسسات جوارية تدعمها فرق طبية متنقلة تعمل بالمناطق النائية والمعزولة. وادى التصعيد الإعلامي الذي صاحب نقص المعلومات حول الوضع الوبائي في الولايات وانتقاد العديد من الشخصيات الوطنية عبر صفحاتها في الفضاء الازرق، لسياسة الوزارة في مواجهة المرض، وإلى فتح باب النقاش عبر مواقع التواصل، إذ تصدر "هاشتاج" البوحمرون لائحة تويتر الجزائر وحمّل قسم من المغردين، الحكومة، مسؤولية انتشار المرض نتيجة "إهمالها" لجنوبالجزائر وفشلها في إيصال المساعدات الطبية ومستلزمات التلقيح إلى ولايات الجنوب. من جهتها تتمسك وزارة الصحة عبر كل تصريح جديد لمسؤوليها المركزيين في وسائل الاعلام، بتحميل المسؤولية في المضاعات الصحية الخطيرة المترتبة عن الاصابة بالمرض، إلى تردد الاولياء في تلقيح ابنائهم بعد فشل حملة التطعيم التي باشرتها وزارة الصحة في 2017 بلقاح الحصبة والحصبة الالمانية المدمج في لقاح واحد والذي تسبب في حالات وفيات واعراض صحية اخرى خطيرة للكثير من الاطفال الملقحين وبشهادة مصالح وزارة الصحة، فإن العزوف لا يزال قائما بالرغم من الانتشار المخيف للوباء. في مقابل هذا، يرى الخبراء أن الرضاعة الطبيعية تلعب دورا كبيرا في حماية الأطفال حديثي الولادة من عدة أمراض على رأسها البوحمرون على اساس أن اللقاح لا يعطى في الاشهر الثلاث الاولى بعد الولادة، ما يجعل حياتهم معرضة للخطر في حال عدم السيطرة على الوباء. وطالب البروفيسور سعيد حلاق بضرورة وجود حملة تدعيمية للتقليل من انتشار البوحمرون، مشيرا إلى أن التلقيح ضد الحصبة يكون حسب المعطيات الأولية لكل بلد، غير أن الرضاعة الطبيعية تنقص من الأمراض الفيروسية، فالطفل الذي يأخذ حليب الأم لا يصاب بداء الحصبة وغيرها. وبخصوص مستجدات ملف الحصبة على مستوى ولايات الجنوب، كشفت مصادر من محيط مديرية الصحة والسكان بولاية غليزان، عن اكتشاف 20 حالة جديدة لمرض الحصبة "البوحمرون" عند الأطفال، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمصابين إلى 70 حالة، بعدما كان في وقت سابق 50 حالة. وحسب المصادر ذاتها، فإن عدد الحالات التي سجلت بين الأطفال، اغلبهم اقل من عشر سنوات، مؤكدة أن العدد مرشح للارتفاع في ظل تخوف الأولياء من عملية التلقيح، التي بدأت منذ شهر مارس من سنة 2017 . في السياق نفسه، اشارت مصادر "البلاد" إلى أن عملية التلقيح متواصلة وأنه تم التكفل بعلاج جميع الأطفال المصابين بهذا المرض، من بينهم 20 حالة استدعت إبقائها بالمستشفى من يومين إلى ثلاثة أيام، حيث تم تأكيد إصابة 10 منها بالمرض على مستوى معهد باستور بالجزائر العاصمة، حيث جددت مصلحة الوقاية بمديرية الصحة دعوتها، الأولياء، إلى التقرب من المؤسسات الصحية، من أجل تلقيح أبناءهم، للقضاء على هذا المرض والوقاية من العدوى بين جميع الفئات العمرية، باعتبار أن هذا المرض يصيب ايضا كبار السن.
اكتشاف 19 حالة مؤكدة لداء البوحمرون بالأغواط على صعيد ولاية الاغواط، كشفت مديرية الصحة عن اكتشاف 19 حالة مؤكدة لداء البوحمرون الذي راح ضحيته اشخاص من الجنسين تتراوح اعمارهم بين 10 و40 سنة واكد عماد الدين معاد، مدير الصحة والسكان في تصريح ل«البلاد" أنه لم تسجل أي حالة وفاة لحد الساعة، حيث تم عزل المصابين تفاديا لانتقال المرض وهم يخضعون حاليا للعلاج من قبل اطباء متخصصين، مرجعا سبب إصابة هؤلاء بالعدوى لعدم تلقيهم، لا سيما كبار سن للتلقيح، ودعا مسؤول القطاع بالمناسبة اولياء التلاميذ إلى تفهم خطورة الوضع إذا لم يبادروا إلى إنجاح حملة التلقيح ضد داء البوحمرون التي ستنطلق بداية من العطلة الربيعية على مستوى المؤسسات.