اهتمت مختلف وسائل الإعلام العالمية، منها بي بي سي، وسي آن آن، وسبوتنيك و روسيا اليوم والعربية وغيرها، بقصص انسانية وبطولية، عرفتها الحادثة الأليمة التي وقعت أمس ببوفاريك بولاية البليدة اثر سقوط الطائرة العسكرية، التي خلفت وراءها استشهاد ما لا يقل عن 257 راكب أغلبهم عسكريون و عائلاتهم. ومن القصص التي اهتم بها الإعلام الدولي، قصة قائد الطائرة، الذي تمكن من تجنب كارثة كانت لتكون أكبر و أشنع وأقسى، واعتبر كثيرون من سكان حي كريتلي القريب جدا من القاعدة الجوية ببوفاريك أن السيناريو الأفدح من سقوط الطائرة على مزارع الفول، كان سقوط الطائرة على القرية نفسها، لولا أن الطيار الذي استشهد في الحادث ابتعد بالطائرة قبل سقوطها عن منازل القرية وكذا عن الطريق السريع الذي كان مكتضا بالسيارات و الشاحنات بعشرات الأمتار، وهو ما جنب السكان ومستعملي الطريق الموت المحقق. وقال أحد الطلاب إنه كان متوجها إلى مدرسته لحظة سقوط الطائرة: "رأيت وأصدقائي الطائرة التي كانت تحلق على ارتفاع منخفض...ثم تنبهنا إلى أن محركها الأيسر كان مشتعلا بالنيران...ما هي إلا لحظات حتى استدارت الطائرة بشكل غريب، ثم سمعنا دوي انفجار، قبل أن نشاهد الطائرة تسقط في الحقل". وأشار أحد سكان القرية إلى أن الطائرات العسكرية التي تنطلق من القاعدة الجوية القريبة من القرية، "تتجه ناحية الغرب ثم تستدير إلى الوجهة التي تريد، لكن هذه الطائرة لم تستطع وعادت فجأة وكأنها تريد الهبوط من جديد في المطار". ماذا قال قائد الطائرة المنكوبة في آخر اتصال ببرج المراقبة؟ ونشرت مصادر إعلامية عدة تفاصيل آخر اتصال لقائد الطائرة مع برج المراقبة وطبقاً لذات المصادر فإن قائد الطائرة المقدم دوسن إسماعيل، أجرى اتصالاً مع برج المراقبة، قبيل سقوط الطائرة، قال فيه "الطائرة تسقط وأعمل على تجنب وقوعها فوق منطقة آهلة بالسكان".